نور الدين العلوي
عندما تتحول الإنتخابات إلى طريقة وحيدة لخدمة الشعب… فإنها تصبح الأداة الوحيدة للبناء والتقدم…
بعد عقدين من قيادة بلدية إسطنبول إنتقلت سلطتها البلدية إلى المعارضة (غير مهم حجم فارق الأصوات)… في هذين العقدين رفع حزب أردوغان السقف عاليا جدا على كل من سيتولي المهمة.. بما فيها على حزبه لو عاد إلى الموقع…
الآن ليس أمام االفائز إلا أن يزايد بخدمة أكبر وأكثر فائدة للناس حتى لا يخسر في الدورة القادمة… النتيجة هي أن الديمقراطية تتحول إلى وسيلة تسابق في خدمة الناس..
في مدينة كبيرة مثل إسطنبول (عاصمة من عواصم العالم لا تقل أهمية عن باريس أو لندن) لا يمكن للفائز أن ينقض ما فعله سلفه من مشاريع كبرى لخدمة المدينة مثل القناة البحرية الموازية للبوسفور (مشروع القرن).. لذلك سيجد طريقا سالكة ولا يمكنه كسر ما أسس وفيه خدمة للمدينة وناسها…
سيقول كل فائز ببلدية إذا فعلت أقل من العدالة والتنمية تسقط في الدورة القادمة.. (اخدم الناس لتظل في السلطة)
في اسطنبول انتصرت الديمقراطية واستفاد الناس …والاحزاب ليست مقدسة …
مع تفصيل مهم وخاص بالأتراك
الحرب المالية على أردوغان والعبث بقيمة الليرة يفسره بعض العرب على أنه فشل لأردوغان الإسلامي (وكل إسلامي غبي عند هؤلاء) والحقيقة أنها حرب على تركيا حتى لا تكون ندا ومنافسا لبلدان أوروبية.. ستكتشف المعارضة ذلك وستعاني كثيرا في محاولة رفع قيمة العملة الوطنية. (كان ذلك ورقتها الإنتخابية)
سيخرج الموضوع من المزايدة السياسية (الإنتخابية) وسيتحول إلى شاغل وطني لا يزايد به.. في إنتخابات قادمة…
إنتصر الأتراك على أنفسهم… من رفض رؤية ذلك عليه أن يقارن بالحالة المصرية…