دكتوراه ولا فخر
نور الدين الغيلوفي
من أحسن ما في نظامنا السياسي أنّه لم يركّز السلطة في جهة واحدة، بل عمل على تفتيتها وجعلها موزّعة بين مراكز مختلفة فوقاها من الاختطاف.. ولو كان رئيس الجمهورية يملك ما كان للمخلوع من سلطة لعاد بنا إلى أسوإ ممّا كنّا عليه قبل الثورة.. ولفعل بنا مستشاروه الستالينيون الأفاعيل.. ولباعونا في سوق النخاسة عند أوّل منعطف…
الذين يبحثون في كلّ النواحي عن شهادة دكتوراه فخرية يسندونها إلى عاهل سعودي، لا يحسن إخراج الأصوات من فمه ليقول قولًا مفيدا، هؤلاء مستعدّون لبيع البلاد وثورتها وشعبها بأبخس الأثمان.. يسيل لعابهم أمام فُتات حكّام النفط.. ولو أنّهم يحترمون من انتخبهم لما فعلوا ما فعلوا ولكنّهم لصوص جائعون يمارسون سياسة موبوءة لا تسمن ولا تغني من جوع…
الجامعة التي أسندت الدكتوراه الفخرية لملك السعودية بعد شهور قليلة من جريمة مروّعة ارتكبها نظامه ضدّ صحافيّ، مهاجر لم يكن يملك غير قلمه، في قنصلية بلاده، وتستّر على المجرم الحقيقيّ، لا يمكن أن تكون جامعة تدرّس العلم وتدعو إلى العقل وتربّي على الحرية…
لو أنّ صلوحيات رئيس الجمهورية كانت أوسع لحصل في تونس ما يحصل الآن في مصر المقهورة من عصابة عسكرية تحكّمت لتثأر من ثورة وتسحق دولة.. وتهدّد أمنَها على مرأى من العدوّ الصهيونيّ…
ملك السعودية كان ينبغي أن يُطرَدَ لو كانت دولتنا لها نسب بثورة شعبها.. وفي أقل الأحوال كان يمكن أن يساءل ويُوَبَّخ لا أن يُسند إليه، دون سواه، مفتاح مدينة تونس ليدخلها متسلّلا وليمارس فيها ذبح الأبرياء ونشرهم وإتلاف جثثهم..
أما كان أحرى بمهد ثورات الربيع العربي أن يسأل القائمون عليها العاهلَ السعوديَّ:
#أين_الجثّة؟