الأربعاء 25 يونيو 2025
عبد اللطيف علوي
عبد اللطيف علوي

إيّاك أن تقف مع كلب ضدّ الآخر !

عبد اللطيف علوي
حملة مساندة وتعاطف كبرى مع الممثلين المصريّين عمرو واكد وخالد أبو النّجا، على اعتبار أنّهما أصبحا رمزين للجرأة على نظام السيسي. كثيرون من ثوّارنا السّذّج، يحتفلون بهذا الموقف ويشيدون به ويعلنون تضامنهم مع الرّجلين.
صلّوا على النّبي!
عمرو واكد لم يكن في البداية معارضا للانقلاب، ولا حتّى لفضّ رابعة بالجنازير والجرّافات. قالها في لقاء مع فرانس 24 “لم يكن هناك أيّ حل مع هؤلاء سوى استعمال العنف، لأنّهم كانوا مسلّحين!!!”، وما دام لم يصدر عنه أيّ تراجع أو اعتذار عن ذلك الموقف، فهو إلى اليوم مسؤول عنه وملزم به. هذا معطى أوّل.
خالد أبو النّجا أيضا لم يكن معارضا للانقلاب، وقد كتب منذ يومين: “كنّا في فاشيّة دينيّة، فأصبحنا في فاشيّة عسكريّة”.
يعني أيّها السّادة:
نحن ما زلنا للأسف جيشا من الدراويش، يتخمّرون على إيقاع الطّبل والبندير ويأكلون ظلف الهندي ويتمرّغون على المسامير ويرقصون على الجمر.
الثورات العربية ستظلّ تفشل، حتّى يدرك النّاس أنّ الحرّية لا يمكن أن تكون إلاّ للجميع، ومن لا يدافع عن حرّية الجميع، لا يمكن أن يكون حرّا.
نحن مازلنا نقيّم المواقف بالقطعة، وهذا خطأ وجوديّ فادح كلّ الفداحة. المواقف هي حزمة كاملة متكاملة يجب تقييمها في علاقتها ببعضها، وليست ضربة هنا وضربة هناك، ونحن نباع في كلّ سوق كالدّوابّ ونتظاهر بأنّنا نفهمها قبل أن تطير.

عمرو واكد وخالد أبو النّجا
طبعا باب التوبة مفتوح للجميع، والجميع يمكن أن يغيّروا آراءهم وهذا أصل الإنسان، بشرا ناقصا خطّاء توّابا إلى ربّه أو إلى الحقّ والفضيلة إن كان لا يريد أن يؤمن بربّه. لكنّ أيّ توبة تفترض أن يراجع الإنسان مواقفه السّابقة ويعتذر عنها ويندم عليها، بعدها نتقبّل الموقف الجديد مفترضين حسن النية.
متى تفهمون أنّ هذا النوع من البشر عبء على الثورات وعلى الحرية حتّى وإن ساروا في طريقها، لأنّهم زائفون مزيّفون، موازينهم مغشوشة وضمائرهم خارج الخدمة.
رابعة هي الميزان! “والسّماءَ رفعها ووضع الميزان”.
حدّثني عن رابعة قبل أن تفتح “جلغتك” (فمك) لتعطي رأيك في أيّ شيء آخر، قبل موقفك من السيسي ومن بشار ومن الخازوق! هات موقفك من رابعة أوّلا وبعدها يمكن أن نواصل الحديث!
حين يكون الكلام ظاهره الحقّ لكنّه يسكت عن نصف الحقّ الآخر، فالحقّ حينئذ يصبح وجها من وجوه الباطل.
وحين تكون المعركة بين كلبين، فإيّاك أن تقف مع كلب ضدّ الآخر! وإلاّ أصبحت الكلب الثّالث.
وبعدين أنا مالي؟؟؟
إن شاء الله يتحرؤوا بڨاز الاثنين في يوم واحد!!. زوز بعابص يحبّوا يولّوا زوز روس، طب وأنا ماااااال أهلي؟؟؟
https://www.youtube.com/watch?v=BhkUhY0DMy0


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد اللطيف علوي

ونحن على ذلك من الشّاهدين

عبد اللطيف علوي  هو عنوان كتابي الثّامن، الّذي صدر اليوم بعون اللّه عن دار العلوي …

عبد اللطيف علوي

متلازمة الغباء الدلاّعي

عبد اللطيف علوي  ها قد بدأ موسم الدلاع، وبدأ موسم الخسارات والخيبات الكبرى. مع كلّ …

اترك تعليق