تدوينات تونسية
قمّة الوداع !
سامي براهم
هؤلاء الذين تنادوا لتمثيل دولهم وشعوبهم في قمّة العرب، كم واحد منهم انتخبه شعبه في انتخابات ديمقراطيّة حرّة نزيهة شفافة؟
كم واحد منهم لم يأت إلى الحكم بانقلاب عسكريّ أو انتخابات مزوّرة أو عن طريق الوراثة أو الدّعم الخارجي؟
لن يكون للعرب أمّة ذات عزّة ورفعة ونهضة وسيادة ومدنيّة مع تواصل حكم الاستبداد والقهر والغلبة والتسلّط على رقاب الشّعوب.
دقّت ساعة الشّعوب التّائقة للتحرّر من مستبدّيها مهما طال ليل العسف في ظلّ هذه الكائنات المشوّهة الهجينة المصابة بداء البقاء المؤبّد في السّلطة ومغانمها.
من المفارقة المعبّرة أن يكون اجتماعهم في تونس التي أطلقت فيروس فنائهم، ونثرت البذرة الأولى لنهضة أمّة العرب وشعوب مواطنيها الأحرار، لعلّها قمّة الوداع وبداية الخلاص رغم بهرج الاستقبال،
سنرى الحلم يتحقّق بعيون الأجيال التي تتلاحق.