محمد ضيف الله
استبق وزير التربية المصون الإحتفال بعيد الإستقلال بقرار ينص على تدريس اللغة الفرنسية إبتداء من السنة الثانية إبتدائي عوض السنة الثالثة.
لو أن ذلك جاء إثر عملية تقييم أو لضرورة بيداغوجية، أو في إطار برنامج إصلاحي واضح المعالم، لكان مقبولا، ولو جاء القرار لتدريس إحدى اللغات التي لها مستقبلها في إطار العولمة أو استجابة للتطور التكنولوجي والعلمي، لكان ذلك مقبولا أيضا. والمصيبة أنه تزامن مع ذكرى الإستقلال، أكاد أكتب ههههه. نحن نعرف أن مثل هذه الإرتجاليات وراءها الضغوط الفرنسية، أو محاولة إسترضاء الفرنسيين، أو الوعود الفرنسية بالتمويل.
إستقلال تام
وللمعرفة فقط: الأكيد أن دافعي الضرائب التونسيين مولوا تدريس اللغة الفرنسية في عهد الإستقلال أكثر مما قامت فرنسا نفسها في عهد الحماية، فبحيث كانت نسبة الأمية تحت حمايتها تفوق 92%، ولم يتجاوز عدد الذين وصلوا من التونسيين إلى التعليم العالي طيلة العهد الإستعماري 500 فرد، بينما تجاوزوا عدة مئات من الآلاف بعد الإستقلال، وتشكل الفرنسية لغة دراساتهم غالبا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.