تعالوا فجميعنا يرتدين الخمار
سامي براهم
تعرّض عشرات الآلاف من النّساء في تونس على امتداد عقود لانتهاكات جسيمة بسبب ارتدائنّ الخمار،
منعن من العمل والدّراسة وحتّى دخول المستشفيات للعلاج أو زيارة مريض، ولاحقهنّ اعوان البوليس في الطّريق العامّ ونزعوا الخمار من فوق رؤوسهنّ بالعنف وأوقفوهنّ في مراكز الشّرطة وألزموهنّ على إمضاء التزام وتعرّض العديد منهنّ للتحرّش والاغتصاب، ولم يجدن في المنظمات النسائيّة والحقوقيّة العريقة سندا رمزيّا كالذي نراه اليوم في نيو زيلاندا حيث أصبح ارتداء الخمار شكلا من المساندة والاعتراف بالحقّ في الاختلاف، بل اغتنم الكثير منهم الفرصة لتحريض السّلطة ودفعها لمزيد التضييق على المحجّبات وهرسلتهنّ.
ارتداء نساء نيو زيلندا الخمار لم يكن بسبب العمليّة الإرهابيّة في حدّ ذاتها بل بسبب امرأة مسلمة عبّرت عن خوفها من استهداف حياتها إن هي سارت في الطّريق العامّ بخمارها، هذا الارتداء الجماعيّ الطّوعيّ للخمار رسالة لها ولمرتديات الخمار مضمونها لستنّ وحيدات نحن معكنّ، ورسالة للعنصريين أن تعالوا فجميعنا يرتدين الخمار،
هذا هو الفرق بين الصّورة النّاصعة النقيّة للنّسويّة والحداثة، والنّسخ الهجينة المشوّهة.