منجي الفرحاني
الدّنيا اليوم كئيبة الأفق كرجل عربيّ غبيّ سلبوا ثورته وثروته وعقروا ناقته وأعادوه إلى قاع الحلم..
الحلم في قاع الفنجان والقهوة مرّة كضميره الذي يأبى أن يموت دونه ويريحه..
تُرى من ورّط صاحبة العيون العربيّة العسليّة في حبّ رجل مثله؟
إلى متى سيظلّ يُراقصها في آخر كلّ رشفة من قهوته العربيّة؟
قالت امرأة جميلة هناك على حافّة اللّوحة وهي تلعب بخيوط الشّمس على شعرها:
“لن يتكسّر بحلمهما الفنجان.. سيغادر المقهى كعادته وستكون معه وهما يختفيان بين المّارّة..
ولن يفهم من في المقهى الحكاية.. أنا أيضا لن أفهم ولكنّني أعشق رقص المحبّين في قاع الحلم..”
لا أدري هل أصدّق كلامها أم أبحث عن صديقي البهلول لأسأله إن كنت أنا وصاحبة العيون العربيّة العسليّة قد غادرنا المقهى حقّا..
نظر إليّ الفنجان نظرة مودّع وانفجر.. سالت الرّشفة على الطّاولة.. ملأت الرّصيف.. غمرت رائحة القهوة العربيّة المدينة..
سمعت صديقي البهلول ينادي بعد أن أدركت رشفتي المنكوبة أنفه:
“أنت من غادر.. أنت من فجّر الفنجان.. أنت في قاع الحلم.. أنت صديقي العاقل فرفقا بجنوني”
ثمّ رنّ هاتفي “الغبيّ”..
إنّها هي صاحبة العيون العربيّة العسليّة..
سألتها عنّي وعن أحوالي وعن ثورتها في دمي..
قالت: أحبّك أكثر منّي..
اختلطت أناملي بخيوط الشّمس على شعرها.. احتضنت دفئ كلماتها في أذنيّ..
رسمت لها ورودا وأحلاما وعطرا فاخرا ثمّ شاركتها اللّوحة ونمنا..
“في مقهى العبث”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.