محمد كشكار
مواطن العالَم
ترجمة غير حرفية ونقل بأمانة
مفكرون وفلاسفة تقدّميون أوروبيون غير مسلمين سبقونا وأنصفوا الإسلامَ والمسلمينَ !
في الخطاب التالي وبكل أدبٍ ولُطفٍ، أوجه دعوةً وديةً إلى بعض أصدقائي اليساريين التونسيين وأحثهم على الالتحاقِ بالمفكرين والفلاسفة التقدّميين الأوروبيين:
– “الغرب المعادي للإسلام والمسلمين يجني محليًّا (إرهاب القاعدة وداعش) ما زرعه عالميًّا (احتلال، حروب، نهب ثروات، إلخ.)”.
– مخاطِبًا الغرب بني قومه: “نحن الغرب قتلنا ظلمًا من الأمة الإسلامية 4 مليون بريء وذلك منذ حرب الخليج الأولى سنة 1991، فكيف تتعجبون من هجومات المسلمين الإرهابية في مدنكم (نيويورك، لندرة، برشلونة، باريس، برلين، إلخ.)؟”.
– “الحضارةُ اليهوديةُ-المسيحيةُ حضارةٌ في طريق الانقراض مثلها مثل البابلية والفرعونية والإغريقية، أما الحضارةُ الإسلاميةُ فهي حضارةٌ فتيةٌ”.
– مخاطِبًا الغرب المعادي للإسلام والمسلمين (Xénophobe et surtout Islamophobe): “تقصفون بلادهم وتشرّدون أبناءهم، وترسمون نبيهم في أبشع الرسومات، وتساندون المسيحيين الأفارقة وتسلّحونهم ليقتلوا المسلمين في مالي وإفريقيا الوسطى.. ثم تظهرون بمظهر الضحية! لا تضحكوا على أنفسكم فلن يصدّقكم إلا المنافقون والأغبياء فقط (رسالة فيسبوكية خاصة وصلتني اليوم صباحًا من صديقي علي ضِيفَلله، رسالة تحمل هذه التغريدة لميشيل أونفري منشورة بالعربية في حساب Belgacem Swidi فأضفتها قبل نشر المقال بدقيقة).

– لو سألوني: ما هو سلاح الدمار الشامل ضد الإرهاب الإسلامي؟ لأجبتُ في الحين ودون ترددٍ: تقسيم الثروات الطبيعية بالعدل بين الشمال (الغرب) والجنوب (العالَم الإسلامي) وليس نهبَ ثرواتِه وهجرةَ أدمغتِه (Le PARTAGE)”.
– “الإسلام السياسي هو لغة الجنوب”. “Burgat (François) : L’islamisme au Maghreb. La voix du Sud. 1992”.

– “عائلتي المسيحية في لبنان عاشت 14 قرنًا تحت الحكم الإسلامي، عِشنا مع المسلمين في سلامٍ ووِئامٍ ولم يمسّونا في كنيستنا ولا في عِرضنا ولا في مالنا”.
– “اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية في القرن 19م، ثلثا سكانها كانا غير مسلمين (مسيحيين ويهود وأرمن)، وهذا دليل على تسامح المسلمين مع أبناء وطنهم من غير المسلمين”.
– “لو رجعنا للتاريخ الإسلامي القديم لَما وجدنا للحركات الإسلامية المسلحة أثرًا مشابهًا فهي تُعتبَر حركات حديثة منظمة على شاكلة التنظيمات الغربية الحديثة النازية والفاشية والستالينية والشيوعية الإرهابية (مثل الألوية الحمراء في إيطاليا، الفعل المباشر في فرنسا، بادرماينهوف في ألمانيا، الجيش الأحمر في اليابان، الخمير الحمر في كمبوديا، اللجان الشعبية في الثورة “الثقافية” الماوية في الصين).

“محاربون شجعان أحرار لا يخضعون بسهولة لأي سلطة (إضافة مواطن العالَم: والدليل أن الرسول نفسه، صلى الله عليه وسلم، وجد في البداية صعوبةً كبيرةً في إقناعهم بالدين الجديد المختلف عن معتقداتهم الموروثة أنتروبولوجيًّا)”.

نقطة ضعف المسلمين المعاصرين:
في القرن 20م، انبثق التطرف الإسلامي العنيف كرد فعل شرعي ضد الاحتلال الغربي (هذا لا يعني أنني أبرّر العنف الإسلامي أو أباركه أو أشرّع له، فقط أحاول أن أفهم أسبابه، أنا في الآخر غانديُّ الهوى مسالم من الدماغ إلى النخاع): للأسف الشديد، بدأ عصرُنا الإسلامي الحديث بإبادة الأرمن جماعيَّا في تركيا وتواصل التطرف مع ظهور الحركات الإسلامية المسلّحة إلى أن وصلنا في نهاية القرن 20م إلى تأسيس الحركة الإرهابية الأولى “القاعدة” ثم في أوائل القرن 21م ولدت الثانية “داعش”، فاكتوى المسلمون بنار الأولى والثانية قبل وأكثر من الغربيين المعتدين.
Le génocide arménien ou, plus précisément, génocide des Arméniens est un génocide perpétré d’avril 1915 à juillet 1916, voire 1923, au cours duquel les deux tiers des Arméniens qui vivent alors sur le territoire actuel de la Turquie périssent du fait de déportations, famines et massacres de grande ampleur. Wikipédia
استنتاجٌ شخصيٌّ: الحضارة العربية-الإسلامية بتاريخها وحاضرها، بمحاسنها ومساوئها، أعتبرُها أقلَّ ضررًا على الإنسانية من الحضارة اليهودية-المسيحية! بارادوكسالّومان، ربما يكون هذا نتيجة “تخلّفِنا” و”تقدّمهم العلمي-التكنولوجي”؟
إمضاء مواطن العالَم
“أنا عند الإسلاميين شيوعي وعند الشيوعيين إسلامي! لأن المفكر الحر يستحيل تصنيفه..” المفكر الإيراني الإسلامي الحر علي شريعتي، صديق الفيلسوف الفرنسي اليساري الملحد جان بول سارتر
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
“النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ” محمد كشكار
“المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ” فوكو
و”إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ” جبران
لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 18 مارس 2019.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.