نور الدين الغيلوفي
تقوم ثورة عنوانها: الشعب يريد..
يسقط شهداء..
وجرحى..
ينفق الشعب مهرَ حريته..
من دمه..
الشعب ينتخب بإرادته نوّابه بالمجلس الوطنيّ التأسيسيّ..
عراكات.. ومفاوضات.. وتوافقات.. انتهت إلى ولادة مستعصية..
وكان نصّ الدستور.. وبه ملامح النظام السياسي وكيفية إدارة السلطات وتوزيعها..
وجاء سي الباجي بعد أن أقسم الأيمان بألّا يعود إلى المشهد ثانية.. جاء على حصان لحمه من المدنيين وظهره من الحداثيين وحوافره من اليسار ولكنّه كان حصانا بلا لجام…
سي الباجي جاء إلى قصر قرطاج على يمينه بن تيشه وعلى يساره قرّاش برفلاكس الرئيس الذي يصنع القضاء والقدر والأرض والسماوات مطويات بيمينه.. غير أن الدستور قال: لا
سي الباجي يكره القيود ويمقت هذا الدستور الذي يقيّده..
وإذن فقد خلا بقرّاش وبن تيشة وأعدّوا نسخة أخرى للدستور تليق بطموحاتهم:
دستور يعيد إلى سي الباجي شبابه ويضمن للثنائي المرح مستشارية طويلة المدى…
سي الباجي يهديك ربّي.. الناس ماتت من أجل دولة لا يختطفها شخص إسمه الرئيس وتعبث بها حاشية المستشارين.