نور الدين الغيلوفي
حين ترى كثيرا من الإعلاميين، في بلادنا، وتتساء ماذا يقولون؟ وبماذا يفيدون؟ ولأيّ شيء يَصلحون؟ هل يمكنك أن تظفر بجواب؟
دعك من أفكارهم الشخصية ومواقفهم الإيديولوجية ومواقعهم السياسيّة، فتلك من مطلق حرياتهم.. ولكن أبحث عن كفاياتهم ومهارتهم وإضافاتهم وعناوين فضلهم…
يصعب عليك أن تجد منهم شيئا لصالحهم…
فحين ترى فاطمة الكرّاي الثقيلة أو يوسف الوسلاتي الأبله أو بوغلّاب الموتور أو البلّومي السخيف أو الوحش العائد من وراء الارتشاء أو مريم الباهتة أو المليح صاحب زِيّ الحِداد الأسود مذ قامت الثورة أو صاحب الفكرة الخارج من علبة دليلك ملك هل تخرج بشيء ذي بال؟
“وسّع بالك” وتابع بعض الإعلاميين العرب والأجانب وقارن بينهم وبين ملوّثات الذائقة في بلادنا…
الإعلاميون في بلادنا، إلّا قليلا، أشباهُ أميّين لا يَعْلَمون ولا يُعلمون…
عبث النظام النوفمبري بكلّ شيء وصنع مهرّجين رسم على وجوههم علامات القبح والرداءة والكآبة والحمق والحنق.. ولمّا هربت رأس الأفعى تركت لنا ذيولها تعلّمنا أسرار الحداثة وتتلو علينا آيات الوطنية.. وترشدنا إلى أفانين الجمال.
هؤلاء الذين كانوا مكلَّفين بنشيد الأزهار اليانعة والعصافير المزقزقة والألوان الزاهية قبل الثورة أمسكوا بعدها بمكنسة وراحوا يصبغون جدران الوطن بسوادهم.
السلطة الرابعة إذا كانت مهشَّمة نشرت هشيمها في الطرقات والرؤوس..
أطعموهم الخبز بعيدا عن أسماعنا وأبصارنا.. فتشنُّج التونسيين عائد إلى صورهم المقرفة وأصواتهم المفزعة.