Site icon تدوينات

الحقيقة دون رتوش

عبد القادر الونيسي

عبد القادر الونيسي

عبد القادر الونيسي
الأورام الخبيثة التي يعاني منها المجتمع دهورا أخرجتها الثورة إلى السطح.
الإغتصاب كان يتم في المدارس في المستشفيات في الرحلات في الإدارات بل حتى في القصر منذ قديم الزمان.
الفساد في التعليم في الديوانة في الصفقات العمومية في الصحة في كل مناشط الحياة كان هو أصل العلاقات الإجتماعية..
هذه الآفات الحالقة لم تعالج ولم يؤسس المجتمع ثقافة لمواجهتها ولا مناعة ضدها لأن الإستبداد كان يكتمها ويمنع خروجها للناس بل سن قانونا سماه نشر الأخبار الزائفة لمعاقبة كل من يجرؤ على إشاعة الحقيقة.
تدمير مؤسسات المجتمع التقليدية كجامع الزيتونة والقضاء الشرعي والأوقاف والجمعيات الأهلية وفرض تشريعات تضادد الثقافة التقليدية كان بلا شك السبب الرئيس في ضياع بوصله المجتمع وإنهيار المشروع القيمي والأخلاقي الضامن لديمومة المجتمعات.
عاش المجتمع دهرا تحت ستار النفاق والتزييف شعاره المثل الفرنسي: “tout le monde est beau tout le monde est gentil” العالم كله جميل. العالم كله لطيف.
ما يسميه الناس فضائح ويتظاهرون بصم آذانهم إستنكارا أسميه أنا الحقيقة العارية.
الحقيقة القبيحة دون رتوش هي المرحلة الأولى للتشخيص الصحيح وهي الشرط الواجب للعلاج.
على المجتمع أن يرى قبحه مكشوفا أمامه دون حجاب ليستفيق من غيبوبته ويبدأ في إستجماع الشروط الأساسية لتأسيس مرجعية قيمية تعالج الإنهيار الحاصل متصلة بالقيم الأصلية ومنفتحة على الضرورات العصرية.
مدينون جميعا للثورة التي أخرجت البشاعة المكتومة داخلنا.

Exit mobile version