Site icon تدوينات

كعبها العالي

منجي الفرحاني

منجي الفرحاني

منجي الفرحاني
توقّفت سيّارة مرسيدس سوداء اللّون أنيقة المظهر جديدة غير بعيد عن المقهى، على مستوى الحلاّقة، تحت مكتب أخصّائي الأمراض التناسليّة في علاقتها بثقب الأوزون ولقطاء الفنّ والسّياسة في المجتمعات العربيّة، أمام كوم الزّبالة في المكان المخصّص للمعاقين..
التّصفير وكلمات الغزل وبسم الله ما شاء الله والصلاة على النبّي والتحرّش ووابل من كلمات الإيحاءات الجنسيّة الفاحشة على وقع كعب أنثى عال من هنا وهناك كانت في رأسي كموسيقى تصويريّة لمشهد من فلم كوميديا سوداء كنت أعصر فيه دماغي علّي أعرف علاقة الأمراض التناسليّة بثقب الأوزون ولقطاء السّياسة في مجتمعاتنا العربيّة..

يا ناس، لست أحلم؟
أمسكت يدها ليطمئنّ قلبي..
– يزّيتش توا؟
يا ربّي.. لست أحلم.. وأخصّائي الأمراض التناسليّة بريء من جنوني..
“في علاقة بثقب الأوزون”.. مجرّد بقايا ملصّقة لندوة علميّة حول الفضاء التصقت عبثا تحت لوحة الأخصّائي..
– وطبعا حكاية لقطاء السّياسة والفنّ زدتها من عندك يا فنّان باش تحلى العركة في مخّك…
فضحكنا حتّى سكرنا حبّا وقهوة عربيّة وعبثا ثمّ غادرنا المقهى فلم نجد السيّارة.. أخذتها الشّرطة البلديّة لعدم ثبوت الإعاقة لدى صاحبتها.. ضحكنا من جديد ثمّ تسكّعنا في شوارع المدينة الخاوية على عروشها إلاّ من بعض المشرّدين ودوريّات البوليس..
بحثنا عن القمر وقد كان في ليلة تمامه وراء أيّ بناية يختفي ثمّ لمّا علا وراء أيّ سحابة.. لعبنا.. سابقنا جرأتنا فسبقنا الحياء رغم أنّ النّاس نيام..
– من رسمني في عينيك عيونه لا تنام..
– وكذلك من رسمني في لوحتك..
مع مطلع الفجر توادعنا على أمل لقاء قريب..
ما أجمل الإحساس بالوطن في عيون إمرأة أنوثتها أعتى من ثورة…
– من “في مقهى العبث”..

Exit mobile version