ومع ذلك، نحن في أفضل حالاتنا

أحمد الغيلوفي
تخلًصنا من الأساطير والأكاذيب وأصبحنا نرى أنفسنا كما هي: فلا نحن معجزة ولا ثلاث آلاف سنة حضارة ولا شعب ذكي ومثقف. نحن كما نرى وهذه أول خطوات الإصلاح.
كان الوضع كما هو الآن: فساد تحتكره الأوليغارشيا وضعف شامل يُغطيه الخوف والبروباغندا الفاشية. يشتكي البعض من الفوضى والتسيب وينسبها كذبا للثورة. ذلك هو الإنسان الذي تربى في سياسات بن علي. لم يُنتجوا مواطنا يسير بواجب ذاتي وإنما أنتجوا كائنا خائفا مُتزلفا وانتهازيا، فلما أزاحت عنه الثورة ستار الخوف لم يجد أي واعز أخلاقي، فظن أن الفوضى حرية ووجد متعة في أن لا تحُدّهُ سلطة.
اليوم نحن في مرحلة “عمل السلبي” : نحن بصدد الوعي بأن انفلات الأهواء والتسيب والفساد خطير وهذه أولى شروط الضبط الذاتي. الديكتاتورية تنتج ضبطا خارجيا قهريا يزول بزوالها ولكن معاناة الشعب مع الفوضى تنتج واعزا ذاتيا يدخل في الشخصية القاعدية، ويجب أن يفعل الزمن فعله.

Exit mobile version