محمد الحاج سالم
وقت يطفطف الهمّ على قلبو، الحاج يولّي ينطق بالدارجة !
زعمة شيخة المدينة تعرف آش معناها “الصرب” في اللهجة الدارجة متاع مدينة تونس اللّي هي شيختها؟
يا ذنوبي لو كان تعرف !
هيّا شدّ عندك يا سعاد: الصرب هاذم شعب كان بعضه همجي في تصرّفه مع شعب تونس في عهد البايات وقت كانوا يأتون ببعض العبيد من صربيا التي كانت تابعة للدولة العثمانية ليكونوا حرّاسا لقصورهم… باش عاقبهم الشعب؟
• عاقبهم بأن سمّى الموادّ المتخمّرة من الفواضل البشريّة التي تسدّ المجاري: صرب ! ومن يتولّى تسريح المجاري: صرّاب ! وقد كان للصرّابين موقع يتجمّعون فيه في باب قرطاجنّة بالعاصمة إلى حدود سبعينات القرن الماضي وقت عملت الدولة الديوان الوطني للتطهير الذي تولّى نفس المهمّة تقريباً، ومن أراد الاستعانة بأحدهم يجدهم في ذاك الموقع وأمامهم التلول (جمع تلّ) والخرباشات والأسطل…إلخ.
هل تعرفين يا سعاد الصفة الأخرى التي أطلقها سكّان الحاضرة على جنود شعب آخر هو “الكروات”، وكانوا بنفس همجيّة الصّرب تجاه “الأهالي”؟
• صحّيت… أطلق عليهم إسم “خراوات” (حاشا كلّ من يقرأ)، وهذا لعلمك ليس جمع “خرية”، لأنّ جمع الأخيرة: “خريات” لا “خراوات” !
ولن أطيل عليك، ولك في عبقريّة شعب تونس البسيط اللغويّة درس وأيّ درس… فالصربي من لا يعرف للصرب تاريخا، و”الخوروطو” من لا يعرف لابن عربي قدرا !
أمّا التأثيل اللغوي للفظ “الشيخة” ومغزاه في سياقاتنا المحلّية، فيطول أمره، وقد نعود إليه قريبا إلاّ إذا بِنْتِ يا سعادنا، كما بانت سعاد كعب بن زهير… وظنّي أنّك تجهلين من كعب بن زهير هذا، جهلك من يكون مولانا الشيخ الأكبر !