إسماعيل بوسروال
1. مرحبا بضيوف تونس
تستعد تونس لاستقبال القادة العرب في قمة عربية في نهاية شهر مارس الحالي 2019 وهو حدث مهم نحتفي به إذ يشرّفنا أن نكون فضاء يجمع أهلنا من المحيط إلى الخليج. فمرحبا بضيوف تونس.
2. عطالة الجامعة العربية
نشأت الجامعة العربية لتأمين الوجود ودعم أواصر المودة وحفظ الأمن القومي ولذلك اتخذت مواقف مساندة لقضية فلسطين.
لكن غابت عنها آليات العمل المشترك من خلال التنصيص على اتخاذ القرارات (بالاجماع) وهو الشكل الوحيد في العالم لتسيير أشغال الهيئات كما أن “فرض” الأمين العام من بلد المقر يجعل الجامعة أكثر ارتباطا بسياسة البلد المضيف. ولهذه الأسباب الرئيسية لم يكن للجامعة العربية أثر إيجابي في العالم العربي.
3. الوضع العربي ينذر بالانهيار
تعيش المنطقة العربية حالة انهيار شامل قد تمهّد لقيام الساعة في الجامعة العربية واندثار مقومات السيادة لدى عدد من أعضائها.
غابت الأهداف الاستراتيجية التي من أجلها قامت الجامعة العربية ومن أهمها وأكثرها تأثيرا (قضية فلسطين) فقد تحولت بعض الدول العربية إلى أصدقاء للكيان الصهيوني وحلفاء له وشركاء في التخطيط لحروب قادمة في المنطقة (العرب + اسرائيل) ضد إيران وتركيا.
تحول الدفاع عن فلسطين إلى دعم اسرائيل في حربها على “الإرهاب الفلسطيني”… وإلى القبول بالمقولات الصهيونية في حق إسرائيل في الوجود بل إلى السعي في سبيل كسب مودة الصهاينة في الكيان الغاصب وفي الغرب.
4. انقلاب القيم في المنطقة العربية هو نهاية النظام الرسمي العربي
لا تعترف المنطقة العربية بحقوق المواطن وفق الرؤية الإصلاحية التي نادى بها المفكرون منذ قرون… فلا نرى إنتخابات ولا حريات ولا تداول سلمي على السلطة.
إنه سير عكس حركة التاريخ.
أما الإنقلاب الأكبر فهو النكوص على الأعقاب في قضية مصيرية كقضية فلسطين من اللاءات الثلاث سنة 67 (لا صلح مع اسرائيل ولا اعتراف بها ولا تفاوض معها) إلى التطبيع والإعتراف والشراكة والتحالف والترحيب بسيادتها على المنطقة العربية.
أرى أن الجامعة العربية أنهت دورها بنفسها وأن النظام الرسمي العربي بصدد الزوال ونحن أمام مشهد جديد يتشكل يكون العرب فيه أدوات تابعة.