الخال عمار جماعي
إمّا أن تتقدّموا إلى مواقع التغيير.. أو “سكّروا علينا جلغكم”
أعتقد أنّه آن أوان طرح هذا الموضوع بجديّة وجرأة مطلوبتين الآن في ظلّ الخراب الذي نرى.. أقصد وبشكل مباشر دخول كثير من الأسماء “الفايسبوكية” معترك السياسة الواقعيّة ترشّحا وتمكّنا من آليات التغيير البرلمانيّة.
اطمأنّت أسماء كثيرة لموقعها الإفتراضي حيث تخوض معاركها اللسانية وتحاليلها السياسية فتعقد وتبرم وتأمر وتنهي.. وتصدع رؤوسنا بالحماسة والنّفير والدعوة إلى المدن الفاضلة..!! وقد أصبحت لهذه الأسماء قيمة اعتبارية ومصداقية حتى غدا بعضها متحكّما بالمزاج العام فيأتي بالموقف وتقديره ويصيب من وجاهة الرّأي قدرا قليلا أو كثيرا… فيسعد بصفحته المقروءة وقرائه الأوفياء ويركن للمجهود الأدنى الذي يبذله بـ”لا وجع راس”!!.. فإلى متى ستستمرّ هذه الخدعة ؟!
يعتقد بعضهم انّ التعفّف من سمة الثوريين ويتحرّج من “طلب السلطة” وقد يرى -واهما- أنّه يمارس دوره “الحقيقي” هنا من خلال مواجهة تزييف الوعي الذي يمارسه “إعلام العار”!.. فإذا قلت له: “أنت مجرّد مهرّج افتراضي، فاقتحم التجربة لو استطعت”! قال: “الإفتراضي هو غير الواقع !”.. إذن “ايش تيّت هنا “؟! أنت مجرّد مسكّن كمخدّر فاسد !!
تلك الأسماء “الكبيرة هنا” أغلبها غير متحزّب بل إنّه يصبّ جام غضبه على التجربة الحزبيّة وينتصر لرأي ورؤية مغايرين ولا ينقصها وعي سياسي ولا يعيبها عدم تمكن من مفاتيح المعارف والتموقعات الحزبية فضلا على أنّ لها أقلاما جيّدة وكتابات عظيمة تمتصّها -للأسف !- المواقع الإلكترونية.. فقط ! ما الذي يجعل هذه الفئة تحجم عن العمل السياسي الميداني لتتركه لأمثال القوبنطيني وجلاّد وبقية الجوقة الرّاقصة ؟!
أدعو -وأدعو نفسي أيضا- هذه الأسماء إلى خوض تجربة حقيقية في أي إطار سياسي يرونه صالحا بهم وأنسب وأن يتقدّموا القوائم ويطلبوا ذلك و”يزّينا بربّي من ها الطهوريّة المثالية”!.. وأرونا ماذا أنتم فاعلون، فإن فعلتم سمعتكم ودعّمتكم وإلاّ فأسكتوا رجاء.. فوالله إنّ صوت رضيع يتجرّع “السيروم الفاسد” أبلغ من لغوكم !!
أكبر في هذا الباب رجليين حقيقيين: ياسين العيّاري الذي قدّم لكم أفضل مثال ولا يزال وعادل بن عبد الله الذي أعلن نيّته في خوض التجربة الإنتخابيّة !! من سواهما -وأنا منهم- يكذبون.. إلى حدّ الآن.
خُلص الكلام…
“الخال”