زهير إسماعيل
ما بين 22 فيفري و8 مارس عرفت الجزائر حراكا شعبيا متصاعدا بلغ ذروته يوم الجمعة بصولة الحشود وسيطرتها على الميادين، فكانت الرسالة بليغة، وأدركت السلطة أنّٰ المارد خرج من القمقم، ولا أمل في ردّٰه ولا قِبَل لها بمواجهته. وأدركت الحشود أنّٰها حطّمت القيد وخطت الخطوة الأولى في درب الحرية.
الجزائر بعبورها إلى الحرية تحقق انتصارا تاريخيا لتيار الثورة وتأسيس الحرية وانكسار الثورة المضادة المتصهينة بقيادة الإمارات والسعودية.
اليوم جاء ردّٰ الرئيس بوتفليقه على رسالة الشعب فسحب ترشحه وأجّل الانتخابات الرئاسية ودعا إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية واقترح قيام ندوة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات. وينتظر الردّ على هذه الرسالة من حركة الحشود ومن يمثلها.
تدخل الجزائر بطريقتها إلى مرحلة انتقالية باتجاه تأسيس الحرية وبناء الديمقراطية. وبذلك تنفتح حياةٌ سياسيةٌ جديدة سيستفيد الفاعلون فيها من التجارب السابقة عليهم في اختصار المراحل وادخار الجهد وبناء المشترك والوعي بتشعب علاقة القديم بالجديد… وسيفيدون بإبداع تجربتهم الخاصة وإضافتهم النوعية.
تجاور ديمقراطيتين في المغرب العربي في تونس والجزائر سيكون تحولا كبيرا لم تعرفه المنطقة في تاريخها ومقدمة إلى دمقرطة المغرب الكبير بدوله الخمسة.
انفتح في الجزائر مجال سياسي جديد ظل موصدا منذ جانفي 92…