أخرجوا دواعش النقابات من المستشفيات
عبد اللطيف علوي
السيستام، نحن لسنا ضحاياه فقط، نحن أيضا شركاء فيه إذا لم نكن قد صنعناه أصلا.
كلّ من وضع رشوة في يد ممرّض أو دخل إلى الطبيب بتوصية خاصّة دون المرور بالصّفّ، تاركا غيره يتلوّى ألما في الكولوار، وكلّ من رضي يوما بأن يعامل داخل المستشفى معاملة المتسوّل الذّليل في محطّات القطار، كلّ من سكت عن ذلك الوضع هو شريك في صنع السيستام داخل المستشفيات.
اليوم يبكي الجميع، والجميع كان لهم نصيب كبير أو صغير في تسمين غول الفساد داخل المستشفيات وداخل الإدارات عموما.
هناك ظاهرة رشوة القابلات في مستشفيات الولادة، 60د و100د (هذه تعريفة قديمة جدّا، لا أعرف أين وصلت الآن؟) كي تعتني القابلة بزوجتك ورضيعك، وطبعا سيكون ذلك على حساب الأخريات، من لا يستطعن أو لا يقبلن أن يدفعن!
لا يوجد موظّف مرتش إلاّ بوجود شعب راش، ولا وجود لموظّفين فاسدين بالجملة إلاّ في شعب مصنّع للفساد بالجملة وداعم له ومستفيد منه!
عندما كنّا ننقد الصعلكة النقابية، كان الكثيرون يسبوننا، لأنّها إحدى الضمانات الرئيسية لاستمرار دولة الفساد الذي يشارك فيه الجميع!
اليوم يتباكى الجميع.
استقالة الوزير ليست سوى حركة تلهية، الوزراء الحقيقيون تجدهم داخل الأقسام وخلف الشبابيك الضيقة أمام الصفوف المتعبة الطويلة، وفي صيدليات المستسفيات التي أصبحت كمخازن التهريب…
بالأمس القريب، حاربوا عبد اللطيف المكّي ونزلت المافيات إلى الشارع بالميدعات البيضاء ونزل معهم سماسرة الانتخابات، وحاربت مافيا الأدوية عماد الحمامي فخذله الجميع!
كانت داخل كل مستشفى شعبة مهنية للتجمع، أعضاؤها هم النقابيون. هؤلاء هم أنفسهم من يتحكّمون اليوم في كلّ مفاصل المستشفيات، هم دولة الفساد.
اليوم صارت عاملة تنظيف في مستشفى عمومي، تحكم بأحكامها وتتقبّح في رئيس قسم وتقلّوا: تو ت…… فيها، لأنّ ظهرها محميّ من دواعش النقابات!
أخرجوا دواعش النقابات من المستشفيات، تلك أولى خطوات الإنقاذ.
#عبداللطيفعلوي