فتحي الشوك
ماذا تعلم عن أم حملت جنينا في بطنها لمدة تسعة أشهر أو يزيد؟ عن أحاسيسها وهي تتحسس بطنها وهو يكبر وشعورها بأول خفقات قلبه وأول حركاته ؟ ماذا تعلم عن فترة الحمل وأتعابها ولحظة الميلاد وأوجاعها ولحظات الانتظار القاتلة لأب ينتظر الخلاص وأهل استعدوا للاحتفال بالقادم الجديد فبيضوا المنزل وألبسوه حلة العيد وأعدوا “البسيسة” وكل ما بتطلبه اليوم الموعود السعيد؟ قد يكون ذلك لإحداهن أول مولود وربما بعد يأس تسلل إلى النفوس وجهد جهيد.
ليست واحدة او اثنتان او ثلاثة، هن احدى عشر حالة او يزيد، باي ذنب قتلوا؟ باي جريرة وئدوا ونحروا مع افئدة من انتظرهم ،هكذا من الوريد الى الوريد.
التهاب حاد، فيروس قاتل، دواء منتهي الصلاحية، ضمير خارج الخدمة، تهاون بالنفس البشرية وإهمال شديد. تصحير ممنهج للمؤسسة الصحية العمومية ارضاء لسياسات التوحش العالمية، ماذا ستقولون وكيف ستبررون وتفسرون ؟ تحقيق وكباش فداء وذر للرماد على العيون؟
أية صفاقة هذه وأي اجرام وأي ارهاب؟
واي نفاق وعمى الوان أصاب البعض وجعلهم يبتلعون السنتهم ويلتزمون بالتحفظ مع ان ما وقع هو اشبه بمجزرة حقيقية.
وأية دولة هذه التي لا تحترم حق الحياة وربما تقصفها مبكرا وكأنها تمارس سياسة تحديد النسل أو الموت الرحيم لمواليد جدد لم تهيأ لهم أسباب القدوم والتواجد بل هيأت لهم كل ظروف الجحيم.
التحقيق لا يكفي وكباش الفداء لا تكفي وحتى إستقالة المسؤولين الفاشلين لا تكفي.
يوم حزين من أيامك يا وطني.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.