كشف 300 مليار مُهرّبة في أقل من شهر !!!
رشدي بوعزيز
في ظرف أقل من شهر، إدارة الأبحاث الديوانية تكشف على تهريب ما يقابل 300 مليار من مليماتنا إلى الخارج :
• 14 فيفري 2019 : كشف 3 مديرين عامين لشركات تنشط في المجال البترولي قاموا بتهريب عملة صعبة قيمتها 100 مليار إلى سويسرا ومنها إلى بنما.
• 07 مارس 2019 : كشف شبكة قامت بتهريب مبالغ من العملة الأجنبية بقيمة 200 مليارا عن طريق فرع بنكي بجهة الجمّ وإيداعها في الصين ودبي وتركيا.
القواسم المشتركة للحادثتين :
• حجم الأموال المهربة مقارنة بالعدد الضئيل للأشخاص، بما يعطي فكرة على حجم الفساد الجملي المهول في البلاد.
• تعتيم الغرفة السوداء الإعلامية على هذه الحوادث والعمل على إلهاء الشعب بمواضيع أخرى لعدم كشف حقائقها الأربعة.
وهنا، أتوجّه إلى رئيس الحكومة الذي جعل شعار حكومته “محاربة الفساد” :
1. لا بد من تدعيم هذه المصالح، التي تحول دون تهريب أموالنا إلى الخارج، بالمال والعدة والعتاد، فعلا لا قولا فقط.
2. محاربة الفساد لا يجب أن تكون انتقائية كأن تقتصر على وضع شفيق الجراية في السجن او عدم التجديد لكوتوزال، وهو قرار وإن كان مهما، فإن عائداته المالية للدولة لا تمثل شيئا أمام حجم ثرواتنا البترولية المنهوبة.
3. تقرير دائرة المحاسبات كشف عديد بؤر الفساد الحارقة، والتعامل معها سيردع الفاسدين ويدخل موارد مالية كبيرة للدولة ويخلق مواطن شغل ويدعم نمو الإقتصاد الوطني ويجنبنا الاقتراض ورهن قراراتنا السيادية للجهات المانحة.
يلزمنا “ناقفوا لتونس”، بالتأكيد، ولكن قولا وفعلا وبإعطاء القدوة والمثل في الوقوف لها وجعل المصلحة الوطنية فوق الجميع دون تردد وخوف ودخول في حسابات إنتخابية.