عبد اللطيف علوي
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يسرّني أن أتقدّم بأحرّ التّهاني إلى حمّة الهمامي ومحسن محزوق ولطفي العماري وكلّ أولئك “الرّجال الحداثيّين العظماء المتنوّرين، الجنتلمانات اللّي هاربين علينا بسنوات ضوئيّة نحن الرّجال المجودرين اللّي جايين من وراء البلايك،
أحيّي أولئك الفرسان الصناديد الّذين ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصّبر كي يزايدوا حتّى على النّساء، ويملؤوا الفايسبوك زغاريد ومواعيد وتأكيد على أنّهم يقدّسون حرّية المرأة على قوّة قوّة قوّة قوّة جهدهم وأنّهم راضعينها في حليب أمّهاتهم الشّقراوات، وأنّهم ينادون بفسخ تاء التّأنيث من الإسم ومن الفعل وبحقّها الكامل في أن تعرّي كل ما تشاء وقت ما تشاء دون أن يزعج راحتها أيّ جبريّ متخلّف من أبناء الأرياف الكئيبة، أو الشّعبيّات المدعوشة، أحيّي أولئك الذين يدافعون عنّ حقّها في المساواة في الميراث، وفي تقاسم الحمل مع الرّجل، ويدافعون عن حقّها في أن تتبوّل واقفة تماما مثل الرّجل كي لا يكون هناك أيّ شكل من أشكال التّمييز باسم الدّين ولا باسم الثّقافة ولا حتّى باسم الطّبيعة.
أحيّي أولئك المناضلين المستعدّين دائما، أن يضعوا أحمر الشفاه، ويلبسوا قمصان النوم القصيرة وحمّالات الصّدر ويتظاهروا في الشّوارع للمطالبة بحقّ المرأة في العلاقات الجنسية الموازية وحقّ الأمّهات العازبات في التّكريم وردّ الاعتبار…
كما أغتنم هذه الفرصة السّعيدة، كي أجدّد التّأكيد أنّي أنا الممضي أسفله ضدّ حرّية المرأة على قوة قوة قوّة جهدي، وأنّني لا أعتبر أمّي وأختي وزوجتي وابنتي نساء على هيأة ما تعارف عليه جماعة النّمط ومن شرب من مائهم أو أكل من ملحهم…
ولا يفوتني في هذه الأيّام المباركة أن أذكّر بأنّ ما تعيشه اليوم المرأة التّونسيّة (اللّي هي ما هيش محرزيّة)، هو نتيجة لتضحيات جسيمة أقدمت عليها نساء بارّات منذ فجر الاستقلال، مثل وسيلة بورقيبة وسعيدة ساسي وسعيدة قرّاش وفتحية مزالي وليلى بن علي وسيدة العقربي، وغيرهن من المناضلات اللاّتي عبّدن درب الحرّية للمرأة التونسية بالدم والدّموع…
عاشت تونس… عاش النّمط… وعاشت المرأة التّونسيّة (اللّي ماهيش محرزيّة)… وإنّا لله وإنّا إليه راجعون !!!
#عبداللطيفعلوي