فتحي الشوك
يا قاتل الروح وين تروح
كشف الاستاذ بشر الشابي محامي مصطفى خذر المتهم في قضية ما يعرف بالجهاز السري المتورط في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي ماكان معلوما عند من يمتلك ذرة عقل وما كان يتداول دون حجة دامغة، ليصدم الجميع بوثيقة قراها بالكامل بعد ان كان من سبقه يتغافل عن قراءة الجزء المهم منها، من دفع 300 مليون للارهابي الذي اغتال بلعيد هو الرفيق حمة الهمامي وكمال اللطيف، يبدو أن تلك الكلمات كانت مكتوبة بالحبر السري تماما كطبيعة الجهاز السري، ضربة قاضية لفريق الاستثمار في الدم لا يعلم كيف سيمتصها ويتجاوزها. قد يبدو للبعض ما ذكره المحامي مفاجئا وجديدا لكنه في الحقيقة ليس كذلك.
قاعدتين هامتين:
هناك قاعدتين هامتين لا يمكن التغافل عنهما عند التعرض لعملية اغتيال بلعيد والبراهمي، الأولى قانونية في علم الجريمة وهي البحث عن المستفيد والثانية سوابق المنفذين بمبدا أقتل رفيقك واتهم عدوك.
طليقة شكري بلعيد التي استدرجته ذات ليلة لغاية في نفس يعقوب والسائق الذي تلقى مكالمتين من الامارات ولم تتحرك له شعرة عند الاغتيال والشاهدة التي تبخرت والاستاذ فوزي بن مراد الذي غيب بسكتة قلبية لصدقه وبحثه عن الحقيقة وحمة الذي كانت تقلقه كاريزما شكري، وهو من كان من أشد المعارضين للتطبيع مع النظام القديم، ليتقلد القيادة من بعده وتظهر عليه مظاهر النعمة ويصبح من رواد رولان غاروس، أما في عملية اغتيال البراهمي الذي لم يتغيب يوما عن المجلس التأسيسي فعلم من اغتاله صدفة أنه سيتغيب ذلك اليوم.
كلا الاغتيالين تما في ظروف سياسية خاصة ولأجل تحقيق أهداف سياسية خاصة وهو التعريف العام للإرهاب.
كلنا نتذكر السبسي حين كان يصرح وهو واثق من نفسه بأن قانون تحصين الثورة لن يمر، وكلنا نتذكر تقرير الجزيرة والأهم منه تقرير صحيفة لوموند الفرنسية وإقرار الرئيس الفرنسي بتنفيذ المخابرات لاغتيالات سياسية عندما تقتضي المصلحة العليا الفرنسية وقد اعترف بثلاث.
كل الوقائع والدلائل تشير إلى الجهة أو الجهات المنفذة غير أنها وباعتبارها متنفذة ومتحكمة في سير الأحداث وفي الإعلام وتوجيه الرأي العام فإن قضيتي الاغتيال وظفتا لصالح من قام بهما، استثمار في الدم وبقرة حلوب مازلت تدر على بعضهم بالحليب.
يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح:
كانت خطتهم بتصفية بعض من رفاقهم هي التخلص من خصمهم السياسي، عبر وصمه بتلك التهمة واستغلال الظرف الاقليمي والدولي المنخرط فيما يسمى بالحرب على الإرهاب لإنجاز المهمة.
يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح كان عنوان المرحلة لتتحول في مرحلة أخرى إلى حديث عن الجهاز السري والغرفة السوداء ويستمر الجميع في كيل الضربات لخصم حوصر في زاوية وانتظر الجميع سقوطه وتفاجأ الجميع بسلبيته وبرودة دمه وكأنه رضي بما يكال له من التهم فإذا به بحركة وحيدة يحقق ضربة قاضية أمام ذهول الجميع.
انقلب السحر على الساحر، وبعبارة أخرى يا قاتل الروح وين تروح.
https://www.youtube.com/watch?v=iEfvmQ2JpUk&feature=youtu.be
أقتل رفيقك واتهم عدوك !..

فتحي الشوك