ما خفي كان أعظم

فتحي الشوك
كان دور الزرقوني ومؤسسته “سيقما كونساي” منذ تأسيسها دوما مشبوها وبعيد كل البعد عن مؤسسات سبر آراء الحرفية والمحترمة بافتقادها للموضوعية والحيادية وكل الضوابط العلمية التي من المفروض أن تتقيد بها، نصائح سيقما هي في الغالب نصائح لمن يدفع أكثر وكانت تصب في صالح المنظومة القديمة وبارونات الفساد.
كلنا يتذكر مدى تأثير هذه المؤسسة خلال فترة الترويكا وخلال إنتخابات 2013، كان دورها حاسما ومفصليا فهي إلى جانب تزييفها للمعطيات وللأرقام باللعب على بنك المعلومات والتلاعب بالعينات المختارة، والتدخل حسب الطلب لإعلاء شأن هذا أو ذاك أو الحط من شأن هذا أو ذاك فإن دورها لم يكن البتة من أجل الإنارة أو التوضيح بل كان لأجل التوجيه والتأثير المباشر، فهي لا تظهر رأيا عاما بل تتدخل لصنعه. هي تمتلك المعطيات الصحيحة ولا تسرب إلا ما يخدم من تخدمه.
لا أظن أن ما ذكره أخيرا حول المؤشرات الثقيلة بالنوايا الإنتخابية التي تصب في صالح النهضة والتي لا يمكن تغييرها في المدى القريب إلا بحصول عملية اغتيال من النوع الثقيل أو عملية إرهابية كما حصل في 2013 كانت زلة لسان! قد تكون فلتة في لحظة صدق كشفت حقيقة لا يراد لها أن تبان. يقول الزرقوني أن النهضة برغم كل المجهودات المحلية والدولية لتحجيمها وربما عزلها فهي في طريقها نحو حصد مزيد من النجاحات وهو يعلن بذلك فشل الجميع وربما يستثير فيهم مزيد من الجهد لأجل دفع المحظور، دون أن يستثني استدعاء الإرهاب لاستكمال المهمة، عملية إغتيال سياسية معتبرة تمكن من قلب الطاولة وجني ما لم يتم التحصل عليه بالسياسة ومقارعة الأفكار والمشاريع. ما كشف عنه الزرفوني خطير جدا وهو يستدعي وقفات عدة وتدخلا من النيابة العمومية لو كنا في دولة تحترم نفسها. الزرقوني صرح بما كان معلوما لدينا وما كانوا دوما يسعون إلى إخفائه. الإرهاب هو صنيعتهم يتحرك بأجندة سياسية وحسب الطلب. هي دردشة أوضحت بعض ما يبطنونه… وما خفي كان أعظم.

Exit mobile version