Site icon تدوينات

رواندا الأفريقية تواصل إعطاء الدروس التطبيقية !

بشير العبيدي

بشير العبيدي

بشير العبيدي
#أقولها_وأمضي
الخبر ليس سخرية. إنه خبر حقيقيّ. اليوم، رواندا أطلقت قمرا صناعيا بتكلفة ملياري دولار، من أجل ربط جميع المناطق المهمشة في أدغال البلاد بالشبكة المعلوماتية والألياف البصرية، دعما للتعليم والتبادل والسرعة في تداول البيانات الشبكية.
روندا هذه، قبل عشرين سنة فقط، كانت المحطة الرئيسة في نشرات أخبار العالم حين كانت عرقية الهوتو وعرقية التوتسي في حرب استئصالية مدمرة، قضت على تسمعمائة وسبعين ألف مواطن في أعنف وأعفن الحروب الأهلية المدمرة والمدعومة من طرف قوى خارجية مجرمة.
رواندا هذه، بنت اقتصادا جديدا، وأسست لرؤية جديدة ولغة جديدة وعمل جديد ونهضة جديدة فاجأت بها العالم أجمع.
ما الذي يجري في رواندا ؟! بالتأكيد توجد أشياء لا تسرّ ومبالغات ما في هذه البلاد الأفريقية الأعجوبة، لكن ذلك لا ينفي تحقّق ما يشبه “معجزة” سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية…
ولا توجد أسرار كثيرة وراء هذه المعجزة، لأن عناصرها هي مطالب يكررها المخلصون يوميا في كل مكان، وينادون بالتصدي لها بالحلول. فلا يخرج الأمر حينئذ عن المعهود -إلا في بعض التفاصيل- عن تلكم التوليفة المجرّبة التي صارت -لتكرارها في عديد البلدان- معروفة :
• كسب رهان معركة وعي الشعب، الذي صار يعرف حقّ المعرفة من هو عدوّه الحقيقي ممثلا في الاستبداد والفساد والجهل.
• قيادة وطنية غير عميلة للقوى الاستعمارية التي لا تريد خيرا أبدا لمستعمراتها، وترغب في بقائها تابعة ذليلة، منكسرة، لكي تكون ضمن منطق الزبونية الدائمة للمتغلبين… وهذه هي عناصر التوليفة الناجحة :

بهذه الخلفيات والمفاهيم، وعن طريق هذا المسلك الجريء، استطاعت رواندا اليوم بناء اقتصاد قوي ومجتمع متماسك، واستطاعت إنجاز اختراق كبير، تماما كما فعلت ذلك قبلها تركيا وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، وهذه البلدان بدأت اليوم تقطف ما زرعته، وتحقق الاكتفاء وراء الاكتفاء، بينما ظلّ الساسة العملاء في حروبهم الأهلية غارقين في الدماء، وظل المستبدون يبنون السجون ويقتلون الأبرياء ويكدسون الأسلحة وينشرون الجهل والتخلف ويمنعون شعوبهم من النهوض.
هنيئا لشعب رواندا الأفريقي بإطلاق القمر الصناعي الأول ! أنتظر خطوة في اتجاه تأسيس أكبر مركز بحوث علمية أفريقية وأعظم جامعة أفريقية مفتوحة للكفاءات العلمية !
هنيئا أيها الأفارقة إنكم تعطوننا درسا بليغا نحن في أمسّ الحاجة إليه. إننا صرنا نشعر ببداية نهوض الإنسان الأفريقي عن طريق أعمالكم البطولية فواصلوا الدروس سنواصل التعلّم !
أيها الشباب العربي والأفريقي، هذه الأمثلة تتكرر أمامكم، اعملوا … اعملوا … اعملوا …. فلا بد أن يستجيب القدر ! ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر !
✍🏽 #بشير_العبيدي |جمادى الآخرة 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا |

Exit mobile version