تدوينات تونسية
البلايك وما وراءها
نور الدين الغيلوفي
قبل البلايك وبعدها..
وأمامها ووراءها..
فما ضرّ أهلَ الوراء إن كانوا وراءها؟
هل الوراء معيب؟
أليس الوراء اولى بالصيانة من أمام؟
ماذا لو أنّك اعتنيت بأمامك..
وتركت وراءك للذباب وللذئاب؟
في كل “تركينة” من “تراكين” البلاد تمارَس عنصرية ما نتيجة وثن ما يعشّش داخل رأس ما..
وحدها المعرفة تعبر بنا البلايك كلّها وتحملنا إلى معانٍ نتخفّف بها من أثقال جهل يجعلنا نتعارك من أجل عبارة ناشز.. ويكون بيننا العراك.. ولمّا غابت المعرفة ارتفعت البلايك وعلا شأنها.. وكانت حاجزا بيننا وبيننا…
ما ضرّ لو أنّنا تغافل بعضنا عن قول بعض ترفّعا وتجاوزا وحتّى تعاليًا؟
لماذا يصرّ بعضنا على أن يكون حارسا لمرماه أمام بعضنا الآخر كأنّ بعضنا لبعض عدوّ؟
وراء البلايك.. وراء البلايك..
عاد آش بيه؟
من الشرف أن يكون للبلايك أهلُ ورائِها يحمونها غائلات الوراء…
قرأنا البلايك..
فككنا حرفها..
وذلّت لنا طلاسمُها..
اقتحمنا العقبة..
من وراء البلايك جئنا نمشي على مهل ونافسنا أهل البلايك ومَن هم دونها.. وانتزعنا لنا بينهم مكانا.. بل كنّا بمنزلة الأهلّة بينهم…
في كلية الآداب البديعة كنت أقول لأصدقاء وصديقات من أجوار البلايك: الفارق بيني وبينكم ليس فارقا جغرافيا بل هو فارق وجوديّ… يسألونني: كيف؟ فأجيبهم:
لو أنّني عشت ضمن شروط عيشكم الموضوعية وبذلتُ ما بذلتُ من جهد لما اتّسعت الكرة الأرضية لجهدي ولما كانت كافية لطموحي… كان بيننا مزاح ومودّة لا تزال موصول بينِنا بعد ثلاثين عاما وأكثر.. كان بالأدب والعقل اجتماعنا…
المشكلة ليست في ما ينطق به رعاع الساسة ومتهافتو المسؤولين.. المشكلة في هذه التصدّعات العمودية والأفقية التي يراد لها أن تشقّ البلاد طولا وعرضا.. فكلّما نسينا جرحا أنطقنا بغبائنا جراحا…
يا سادتي..
البلايك لها وراء جغرافي ووراء معرفي ووراء سياسيّ…
نخبنا الثقافية والسياسية لم تحسن بعد قراءة البلايك.. فهي جميعها وراء البلايك لذلك يتلهّى الناس من حولهم في صراعات تستنكف عنها الدِّيَكَةُ…
دعوا البلايك..
فهي لا تعدو علامات طريق..
وكلّنا يحتاج على الطريق علامة…
وحدها المعرفة تعبر بنا البلايك كلّها وتحملنا إلى معانٍ نتخفّف بها من أثقال جهل يجعلنا نتعارك من أجل عبارة ناشز.. ويكون بيننا العراك.. ولمّا غابت المعرفة ارتفعت البلايك وعلا شأنها.. وكانت حاجزا بيننا وبيننا…
ما ضرّ لو أنّنا تغافل بعضنا عن قول بعض ترفّعا وتجاوزا وحتّى تعاليًا؟
لماذا يصرّ بعضنا على أن يكون حارسا لمرماه أمام بعضنا الآخر كأنّ بعضنا لبعض عدوّ؟
وراء البلايك.. وراء البلايك..
عاد آش بيه؟
من الشرف أن يكون للبلايك أهلُ ورائِها يحمونها غائلات الوراء…
قرأنا البلايك..
فككنا حرفها..
وذلّت لنا طلاسمُها..
اقتحمنا العقبة..
من وراء البلايك جئنا نمشي على مهل ونافسنا أهل البلايك ومَن هم دونها.. وانتزعنا لنا بينهم مكانا.. بل كنّا بمنزلة الأهلّة بينهم…
في كلية الآداب البديعة كنت أقول لأصدقاء وصديقات من أجوار البلايك: الفارق بيني وبينكم ليس فارقا جغرافيا بل هو فارق وجوديّ… يسألونني: كيف؟ فأجيبهم:
لو أنّني عشت ضمن شروط عيشكم الموضوعية وبذلتُ ما بذلتُ من جهد لما اتّسعت الكرة الأرضية لجهدي ولما كانت كافية لطموحي… كان بيننا مزاح ومودّة لا تزال موصول بينِنا بعد ثلاثين عاما وأكثر.. كان بالأدب والعقل اجتماعنا…
المشكلة ليست في ما ينطق به رعاع الساسة ومتهافتو المسؤولين.. المشكلة في هذه التصدّعات العمودية والأفقية التي يراد لها أن تشقّ البلاد طولا وعرضا.. فكلّما نسينا جرحا أنطقنا بغبائنا جراحا…
يا سادتي..
البلايك لها وراء جغرافي ووراء معرفي ووراء سياسيّ…
نخبنا الثقافية والسياسية لم تحسن بعد قراءة البلايك.. فهي جميعها وراء البلايك لذلك يتلهّى الناس من حولهم في صراعات تستنكف عنها الدِّيَكَةُ…
دعوا البلايك..
فهي لا تعدو علامات طريق..
وكلّنا يحتاج على الطريق علامة…