صالح التيزاوي
تداولت مواقع التّواصل الإجتماعي تصريحا إذاعيّا لصاحب “سيغما كونساي” بأنّ حركة النّهضة مازالت تتصدّر نوايا التّصويت، واستدرك قائلا: “إلّا إذا وقعت أحداث كبري”!
وقد ذكّر بالإغتيالات السّياسيّة التي شهدتها تونس إبّان حكم الترويكا، وكان من تداعياتها أن دفعت بنداء تونس من المركز الثّالث إلى موقع الصّدارة في نوايا التّصويت، وهو ما صدّقه الواقع لاحقا.
بداية هذا الرّجل، لاتحظى عمليّات سبر الأراء التي يقوم بها بثقة عموم التّونسيّين، وهو فاقد للنّزاهة والموضوعيّة لكونه منحاز إلى حزب سياسي بعينه وإلى المنظومة القديمة وسائر مكوّنات الدّولة العميقة. بل يكاد يكون ناطقا باسم هؤلاء جميعا. وقد أضحى طرفا في المعارك السّياسيّة…
ثانيا: من حقّنا أن نتساءل عن دلالات “العمليّات الكبرى”!!! هل هي دعوة للقيام بتلك “المهمّات الكبرى” للتّأثير في نوايا التّصويت؟ وهل كشف “الوصفة السّحريّة” للإطاحة غير المشروعة بحزب يقول هو عنه “إنّه مازال يتصدّر نوايا التّصويت”. ثم، أليس من حقّنا أن نشكّك في ادّعائه بأنّ النّهضة تتصدّر نوايا التّصويت؟ وأنّ نتائج سبر الآراء التي كشف عنها، هي من باب التّحريض على “العمليّات الكبرى؟! أم تراه، ينطق عن معطيات علميّة وموضوعيّة، لا تنكرها عمليّات سبر الآراء في العالم؟
ثالثا: لماذا يجب (حسب زعمه) أن تتأثّر حركة النّهضة وحدها ودون غيرها من عشرات الأحزاب ممّا يسمّيه “عمليّات كبرى”؟! ثمّ لماذا ربط تغيير نوايا التّصويات بعمليّات خطيرة من قبيل الإغتيالات السّياسيّة لا قدّر اللّه؟ لماذا لا تتغير نوايات التّصويت بعمليّات كبرى مفيدة: من قبيل جلب استثمارات كبرى للبلاد قد يقدم عليها حزب من الأحزاب؟ ولماذا لا تتغيّر نوايا التّصويت ببرامج إنتخابيّة دسمة وذات مصداقيّة تنجح في جذب النّاخبين؟