تدوينات ساخرة

الرئيس المنتظَر

نور الدين الغيلوفي
قرر حزب الوطد الموحّد ترشيح الرفيق منجي الرحوي للانتخابات الرئاسية عن الجبهة الشعبية…
ونعم الاختيار هو..
الرفيق منجي هو مُنْجٍ بالفعل.. ومن غيره قادر على إنجاء البلاد؟.. إنّه الأقدر على العبور بالبلاد، وذلك لخصال فيه تستحقّ الإشادة:
1. الرفيق مناضل عنيد لا يُشقّ له غبار في عهد الاستبداد وبعده.. مناضل في سبيل الإنسان وحقوقه.. مدافع شهير عن كرامته… بقطع النظر عن الإيديولوجيات والانتماءات والحزبيات.. هو قامة وطنية فارعة لا تدانيها قامة أخرى من جميع الزوايا ومختلف الجهات.. هو وطنيّ إلى حدّ الفناء في الوطن ديمقراطيٌّ حتّى التلاشي في الديمقراطية..

2. الرفيق شيوعيّ في ظاهره ولكنّه إنسانيّ في باطنه.. وبرئاسته ستنعم البلاد برخاء لم يصنعه ستالين في الاتّحاد السوفياتي ولا عرفه تشاوسسكو في رومانيا ولا حلم به أنور خوجة في ألبانيا.. ولا حتّى ماو تسي تونغ في الصين..
إنّه خليط بين هؤلاء.. جمع خبراتهم واستولى على عبقرياتهم وتفرّد بجمعه بين فهومهم.. وخلصت له تجاربهم.. وآل إليه انتصارهم للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
3. الرفيق مُهذَّب جدّا.. هو أشبه بكبار المصلحين وأقرب إلى الزعماء بل هو أقرب إلى الأنبياء في رفعة أخلاقه وسعة صدره وجمال صبره على مخالفيه قبل مناصريه.. يحترم المخالفين ولا يُعرَف عنه ازدراء للأديان ولا عبث بحرية المعتقَدات.. ولا أُثر عنه نكران صلب المسيح ولا تكذيب لواقعة الهولوكوست…
4. الرفيق تهابه دول العالم وتخشاه الصناديق الدولية ويرتعد من اسمه المحتكرون ويرتجف لحضرته المهرّبون.. وبمجرّد صعوده لسدّة الحكم سينقلب جَور الأرض عدلا وشقاء الحياة رخاء.. ستتخلّى السماء عن شحّها وستنزل أمطارها مدرارا.. ستنجح الثورات وتتنامى الثروات.. وسيتخلّى الناس عن انتظار جنّة السماء بحلول جنّة الأرض…
الرفيق منجي الرحوي هو الوطني الأخير والديمقراطي الموَحَّد… والموَحِّد…
أمّا الرفيق حمّة الهمّامي.. فالله غالب عليه…
أظّنه قد فاته القطار…

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock