عبد الرزاق الحاج مسعود
ألاحظ اهتمام أصدقائنا وحماسهم لما يجري في الجزائر.. وأستغرب.
كأن الجزائر ستكون استثناء سحريا في وضع الانهيار العربي الشامل.
الجزائر وضعها أسوأ من تونس وخطير بكل المقاييس:
بنية الحكم هناك هي عبارة عن مأسسة عسكرية باسم جيش “مقدّس”، وأخلاقية باسم شرعية التحرير، لاحتكار ثروة الريع الطاقي والحكم..
بنية تتطلّب حلحلتها -لا شجاعة شارع جزائري معروف بشجاعته- بل تتطلّب أن يكون للمجتمع الجزائري -نخبا وشارعا- رؤية جديدة لحياة جديدة..
رؤية للأسف غير متوفّرة.
بنية التفكير السائدة في الجزائر كما في أرض العرب عموما وربما أكثر.. محافظة وسلفية وجامدة لا يمكن أن تنتج تصوّرا متقدما لعيش جديد. الطبقة السياسية قديمة ومهترئة وفاقدة للمصداقية. الشباب صنيعة مدرسة فاشلة وفاقد لبوصلة تفكير وسلوك وحياة…
والأخطر أن اقتصادها كلّه مرتبط هيكليا بالاستعمار العالمي، وأي حديث عاطفي عن استقلال القرار الوطني الجزائري استنادا إلى السابقة الثورية زمن الاستعمار القديم هو من قبيل الوهم لا أكثر.
ما يحدث في الجزائر حراك تاريخي معقّد لا أحد يستطيع توقّع وجهته لكن يمكن توصيفه على أنه حلقة من حلقات تدوير التخلّف كما هو الشأن لدينا.. لكن بأدوات أخطر.
هو غليان خطير لقِدْر عظيمة تقريبا كلّ ما فيها لا يصلح للأكل.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.