شكري بن عيسى
قراءة في “تراجع” شوقي قداس ونجلاء براهم عن الإشراف على مؤتمر حزب الشاهد
قداس أو براهم كلاهما اعلن عبر بيان تراجعه عن الإشراف على المؤتمر التأسيسي المزعوم.. براهم بعد يومين كاملين على إعلان العزابي على “الانتداب” (أي يوم السبت).. وقداس بعد أربعة أيام كاملة (أي يوم الاثنين).. والحقيقة إذ لا يمكن اعتبار أن المعنيين “لم يقبلا” بالتكليف (منذ البداية) فانه أيضا لا يمكن اعتبارهما تراجعا.. فبقاء احدهما يومين كاملين والثاني أربعة أيام كاملة لا يمكن أن يثبت مسألة “عدم القبول”.. وإعلان العزابي عن تعيينهم دليل قبولهم والاتفاق معهم مسبقا..
ولا يمكن في نفس الوقت تصديق خرافة “التراجع”.. لان الشخصين اجبرا في الحقيقة على الرضوخ تحت ضربات الفضاء الأزرق المخلخلة.. والشخصين صارا تحت ضغط حاد وضعهما في عزلة تامة.. ووضع اعتبارهم وكل مصالحهم المادية والمهنية والأدبية موضع انهيار ساحق.. ولذلك فلم يكن لهما الخيار والأمر تم بالجبر والقسر.. وهذا ما يحسب للرأي العام الحي اليقظ وللفضاء الاجتماعي الذي يريد البعض عبثا شيطنته..
أكيد أن ما حصل بقبول قاضية ورئيس هيئة مستقلة يدل على هشاشة كبرى في المنظومة السياسية والدستورية.. والتراجع تحت الإجبار والقسر بقدر ما يعطي ضربة قاسية لحزب الحكومة.. الذي أراد أن يضفي على شبهات تأسيسه بعض مشروعية.. ولكن استمرار قاضي بهذه المواصفات ورئيس هيئة بهذه الحالة.. يثير مخاوف كبيرة وهواجس اكبر بخصوص الهيئات المستقلة والسلطة القضائية.. والأفظع هو استمرار حكومة في استعمال أجهزتها لفائدة الحزب.. والأشنع هو خضوع اكثر الأجهزة حصانة واستقلالية مفترضة للسلطة التنفيذية من منظور حزبي ضيق..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.