الأمين البوعزيزي
ساعة قدم إدوارد سعيد مشروعه الفكري (#الاستشراق، و #الامبريالية_الثقافية)؛ مثّل ذلك صدمة لفلاسفة التمركز والتحيز الغربي؛ في حين دشن ذلك بداية إنتفاضة معرفية لفلاسفة وعلماء إجتماع ومؤرخي ودارسي الجماليات في أميركا اللاتينية والهند وأفريقيا وإيران وتركيا حيث خاضوا عصيانا ابستمولوحيا في مواجهة العنف الابستيمولوجي الغربي الذي مارس عنصرية ابستيمولوجية ونهبا معرفيا لثقافات غير الغربيين… في حين اكتفى “اليسار العربي” الستالينجي المبتذل بوصم رخيص؛ “إدوارد سعيد مفكر الخمينية”!!!
أوردت هذه المعطيات تعقيبا على تدوينة لأحد مرددي عبارة “ثورة وطنية ديموقراطية في خدمة التجمع” الذي اكتفى ببعض الإرهاب اللغوي “عصمت سيف الدولة خونج القومية العربية”🤣.
شوف حضرة الكمبرادور الثقافي الرث:
مناوأة الهوية تتناسب حقيقةً مع واقع الأبيض الذي يعيش في هذا النظام – العالم، لكن استيراد هذه الاستراتيجيات إلى الحيّز الآخر يجعلها تتحول إلى منهج استعماري. فما حصل في حيّز اللاوجود لم يكن تضخيم وتعويم الهويات، بل على العكس، تحطيم وسحق وحجب المعارف والإبستمولوجيات والروحانيات… وعملية تصفية الاستعمار قد لا تمرّ بتفكيك الهويات، وهل بقي هويات لنفككها؟
على استراتيجية تصفية الاستعمار في حيّز اللاوجود أن تقوم على بناء وإعادة بناء أشكال الوجود والحياة، أي كهويات مفهومة بشكل أعمق من المظاهر الفلكلورية (كطريقة اللبس أو الرقص)، هويات مفهومة كإبستمولوجيات. وجزء مما يحصل مع اليسار الأبيض عندما يتكلم عن الهوية أنه يفرغها من محتواها ويحولها إلى شيء سطحي.
أما بالنسبة لأحد السكان الأصليين مثلاً، فإن موضوع هويته لا ينفصل عن إبستمولوجيته وطريقة نظرته للعالم ككل. لكنك عندما تتكلم مع اليسار الأبيض عن الهوية فإنه يستهزئ بها ويحولها إلى معنى فارغ ويقلل من شأنها، لسان حاله يقول: “أنت تدافع عن الهوية، وهذا لن يجعلنا نذهب بعيداً بل سيفرقنا”، وبهذا يُفقَد موضوع اختلاف إبستمولوجيات هذا العالم ويتحول هو إلى استعماري يساري، لأنه لن يحترم السيرورات التي يعيشها البشر في الحيّز الآخر.
هذا ليس عصمت سيف الدولة بل عالم الإجتماع الديكولونيالي “Ramon Grosfoguel” الذي رفض أن يكون مجرد مبشر بائس لحداثة كولونيالية عبرت فقط عن عشرين بالمائة من شعوب العالم ومارست إبادة متوحشة وعنصرية في حق باقي شعوب العالم وثقافاتهم ووجودهم وثرواتهم…
لذلك لم أستغرب من تحرشك البائس بأهم مفكر عربي مارس العصيان المعرفي في مواجهة العنف الابستيمولوجي الغربي.
لكن ما يدعو إلى ضحك كالبكاء هو صنيع رهط من متقومجي الشعبة الذين ابتلعتهم جبهة التزييف الأيديولوجي الوظيفية الذين ساندوه سخرية رخيصة!!!
قوادون للتجمع… قوادون لقطاع الطرق… بؤساء معرفيا مخصيون سياسيا😝😈.