إعدامات مصر.. لا أتعاطف…
عبد الرزاق الحاج مسعود
كالعادة، انقسم محترفو اللغو والولوغ في كلّ شيء من العرب حول تقييم إعدامات مصر.
تمّ قتل تسعة شباب مصريّين باسم القانون والدولة. سياق القتل بسيط: نجاح عصابة عسكر فاسد وتابع لمموّليه ومدعوم من إسرائيل والسعودية وأمريكا في الانقلاب على محاولة/فلتة لإرساء نواة حكم ديمقراطي في مصر.
نجاح العسكر بقيادة رجل أبله ساهم فيه الجميع: تحالف دولي استعماري مخابراتي لمنع مصر من التحول إلى الديمقراطية والحرية، هذا التحالف نجح في استدراج الإخوان إلى معارك مجانية وغبية مع المكوّن الليبرالي والشبابي للثورة انتهت بهم إلى تصدّر المشهد السياسي وحيدين مجرّدين من وسائل حماية الانتقال الديمقراطي، ونجح في جرّ الليبراليين إلى التحالف مع العسكر لصدّ هيمنة الإخوان،
لينتهي المشهد برمّته إلى استفراد النواة الصلبة العميلة للجيش بالحكم وبمصير بلد في حجم مصر راكمت نخبته الفكرية والابداعية إنجازات كبرى في التحديث الفكري والسياسي والابداعي على امتداد قرن كامل.
بقية تفاصيل المشهد البرلماني والقضائي والاعلامي في مصر سخافات لا يخوض فيها إلا جاهل كل همه تسجيل موقف سياسي لصالح طرف ضد طرف.
•••
إعدامات مصر لا تقارب حقوقيا بمنطق التعاطف مع ضحايا محاكمات لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة كما تقتضي مواثيق حقوق الانسان. ولا تقارب وجدانيا كنقطة تحسب لرصيد التعاطف مع الضحايا الذين “سالت دماؤهم لتسقي شجرة الحرية”، هذه المقاربة أيضا غير صحيحة للأسف لأن لا شيء يؤكد أن الضحايا كانوا فكريا من أنصار الحرية، ولا تقارب على أنها انتصار للدولة ضد جماعة ارهابية لأن كل ذي عقل يعرف أن الدولة المصرية الان رهينة عصابة فاسدة وعميلة ومجرمة توظف كل مقدرات مصر بما فيها القانون لنسف كل مقومات النهوض المصري والعربي.
•••
إعدامات مصر هي لاشيء
لأنها جرح في جسد ميّت
والذين يتعذّبون الان في سجون مصر وسوريا والعراق واليمن والسعودية
يرون الموت شنقا
أو برصاصة في الدماغ
رحمة لا تقدّر بثمن.
رحمنا الله جميعا.