يابني أكثر الخصوم يخدمونك

عبد القادر الونيسي
إن صحت إستطلاعات الزرڨوني والتي تضع النهضة الأولى في نوايا التصويت بنسب كبيرة فهي بداية إستشراف لواقع جديد.
البلاد في مرحلة الإنتقال الديمقراطي بحاجة لحزب قوي يقود البلاد لسنوات حتى تستقر المؤسسات الدستورية المحدثة ويتأقلم الشعب مع الواقع الجديد وتنطلق ماكينة الأنتاج وترتفع نسب النمو على غرار تجربة العدالة والتنمية في تركيا.
لكن وعلى مسؤوليتي النهضة ليست مدينة أمام هذا النجاح الساحق لمؤسساتها وأداء منخرطيها فقط بل يعود الفضل الأول بعد الله لخصومها الذين أبلوا البلاء الحسن لتحقيق هذا الفوز المفاجئ.
لم تتعرض النهضة منذ الثورة لمثل هذا القصف المركز والواضح أن وراءه غرفا سرية في الداخل والخارج بل وانخرطت فيه جهات لم يعرف عنها سابقا التدخل في الشأن السياسي كالبنك المركزي.
نزل إستطلاع الزرڨوني الأخير كالصاعقة على خصوم الحركة الإسلامية والذي نتمنى أن يكون درسا للتفكير في صياغة جديدة للعلاقة بأبناء الوطن لا أن يصف أحدهم أكثر من ثلث الشعب بالأعداء.
صاحبت أحد الحكماء كان يقول لي: يا بني إن أكثر الخصوم يخدمونك دون أن تدري فلا تحزن.

Exit mobile version