نداء تونس: من وهم الكفاءات إلى واقع المؤامرات

صالح التيزاوي
في تصريح مثير، أعلن السّياسيّ المتلوّن رضابلحاج، العائد حديثا إلى حزب النّداء، بعد انسلاخ لم يعمّر طويلا. أعلن أنّ الباجي لو ترشّح لن يتحصّل على أكثر من 3 ٪ من أصوات النّاخبين، وأنّ “الإبن المدلّل” والمحيطين به (وهو أحدهم) يشكلّون “آفة على البلاد”. فهل تكون تصريحاته رصاصة الرّحمة، أطلقها على “حزب الكفاءات” وصاحب البرنامج الإقتصادي “إلّي يدوّخ” والذي أشرف على إعداده “مئات الخبراء” والذي أطلق وعدا بـ “إصلاح ما أفسدته حكومة الترويكا”؟
عودة الإبن الضّالّ 
عاد في إطار خطّة، كانت خلاصة نقاشات رديئة، وزّعت أدوارها من داخل المقاهي، وهي أقرب إلى الدّسائس والمؤامرات منها إلى “لمّ الشمل”، الذي برّر به الإبن الضّالّ عودته وبرّر به ترك الحزب الذي أسّسه: “تونس أوّلا” في جويلية 2017. تقتضي الخطّة ضرب عصفورين بحجر واحد: الإنتقام من النّهضة بسبب دعمها لحكومة الشّاهد وإسقاط حكومة الشّاهد بأيّ طريقة عقابا له لتمرّده على “مبعوث العناية الإلهيّة”.
انطلق المنتدب الجديد في مهامّه الكيديّة لخصوم الرّئيس وابن الرّئيس، محذّرا من “سطوة الإخوان” على حكومة الشّاهد. واختار التّرويج لمزاعمه في إعلام دويلة الإمارات المعروفة بعدائها للإسلام السّياسيّ، وبأنّها أصبحت قبلة لشياطين الأرض منذ اندلاع ثورات الرّبيع العربي.
لا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله
كان بلحاج قد برّر انسلاخه من نداء تونس بالتّحالف الذي وصل حدّ الإنصهار بين النّداء والنّهضة. فبماذا سيبرّر اليوم طرده من الهيئة التّأسيسيّة لحزب النّداء رغم اجتهاده في خدمة “حزب العائلة”؟ لن تغيّر تبريراته شيئا من طبيعة مزاجية، يتقاذفها الغرور وشره السّلطة، حتّى أضحت مواقفه تثير الإشمئزاز والقرف. ولكنّ الثّابت أنّ انفجاره الأخير قد وضع حزب النّداء على أعتاب المزيد من التّشظّي وعلى أعتاب النّهاية الكبرى، ليدفع ثمن الأوهام التي أطلقها مؤسّسوه، تغريرا بالبسطاء إلى حين، وغاب عنهم أنّ حبال الكذب قصيرة وأنّ الأوهام لا تصنع أحزابا قويّة ولا تغيّر واقعا. الأمر كلّه أنّ ذئابا، كانت تعوي جوعا إلى السّلطة، ولولا أن تفرّقت الغنم ما كان للعنز الأجرب أن يقودها.

Exit mobile version