نصر الدين السويلمي
هو عضو الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري، الذي أشرف على هندسة مؤتمر 1988 بجميع تفاصيله وكان مقرره العام خلال المداولات، يعتبر المهندس الذي استبدل اسم الحزب التاريخي بالاسم اللاحق “التجمع الدستوري الديمقراطي”، هو مهندس الاستقطابات بلا منازع، يعود اليه الفضل في تحشيد اليسار نحو التجمع، هو المسؤول الأول عن صنصرة حزب الديمقراطيين الاشتراكيين وضم الكثير من رموزه الى الحزب المتحول سياسيا والذي سيكون له السبق في تحويل تونس الى سلخانة كبيرة تمهيدا لبيعها لاحقا للطرابلسية والقوى المتذيلة المتحلقة على موائدهم.. هو الشخصية الوحيدة التي تقلبت في كل الوزارات المهمة وتحملت اعلى مسؤولية في الحزب بن علي، فهو المسؤول على الهياكل قبل مؤتمر 88 وهو المقرر خلال المؤتمر وهو الامين العام الأول للتجمع في ثوبه الجديد بعد المؤتمر…كان ذلك قبل الثورة فماذا عنه اليوم؟
مؤسسات ومصانع قريبة تعود الى أسرة بن علي ودوائرها المقربة تصبح فجأة تحت سلطة عبد الرحيم الزواري، عملية تغطية كبيرة على هذه الشخصية التي تعتبر ذاكرة التجمع، ومحاولة إبعادها عن الواجهة الاعلامية، شخصية تعمل بعيدا عن الصخب تسعى الى اعادة انعاش الشبكة المالية للتجمع والسعي الى تشبيكها ترهيبا وترغيبا تحت لافتة وحدة “المصير المشترك”، ان نعيش معا او نموت معا.. ولا موت في عرف ثورة سبعطاش غير انكم تستموتون..
سوف لن نتطرق الى مسالة الرشوة 2.4 مليون يورو، كذلك سنتجنب الخوض في عربات الميترو وصفقة 85 مليون يورو ولماذا تحولت الى 112.3 مليون يورو بقدرة قادر..!، دعنا من ذلك الآن سيحين وقتها لاحقا، لنتحدث عن العلاقة بين الشاهد والزواري وكيف أفضت الى رفع حظر السفر عن هذا الأخير سنة 2017 كمقدمة لأشياء لم نكن نعلمها بدأت الآن تتضح، لنتوغل برفق في ذلك التواصل المكثف والملفت بين الزواري والمبروك، ثم لننتبه لهذا الشاهد الذي شكل مع الثنائي ثلاثي!!! قد تكون علاقات عادية جلبتها الحرية التي أتاحتها ثورة سبعطاش.. ربما لننتظر.. لم ننتظر طويلا حتى علمنا ان الاتحاد الاوروبي تلقى اشعارا بإلغاء الحظر عن أموال مروان المبروك صهر الرئيس المخلوع، علمنا ايضا ان مجموعة من رجال الأعمال الذين شكلوا منذ 2013 الحزام المالي السميك لحزب نداء تونس نزحوا باتجاه تحيا تونس وذلك بطلب من عبد الرحيم الزواري وبتنسيق معه، علمنا ايضا ان الزواري عاود الاتصال برساميل تجمعية لم تنخرط اصلا مع نداء تونس، علمنا ان الرجل وسّع دائرة التواصل من شخصيات مالية الى سياسية فكرية تابعة للمنظومة القديمة، ووضع خطة للتواصل مع قوى يسارية هشة قابلة للتسليع والتبضع السياسي، بل ان شهوة التجْميع وصلت الى تقديم مسودة اقتراح لاستقطاب أسماء تدور في فلك النهضة!!! إذا تبدو طموحات الرجل جريئة وواسعة وبلا هوادة.
إذا نحن أمام الرهبان التاريخي للتجمع وكبير سدنته، يسعى بجدية وبأشكال مدروسة الى تجميع قطع غيار منظومة بن علي، وهي محاولة تختلف في تركيبتها عن السلوك الذي انتهجه النداء، فالباجي بقدر ما لقّط من التجمعيين بقدر انتدابه لوجوه يسارية ونقابية وازنة، شكلت طليعة الحزب على غرار محسن مرزوق والطيب البكوش وغيرهم، أما الزواري فيسعى الى بعث قيادة تجمّعية صرفة، ومن ثم تدثيرها بيسار يستعملونه وفق أمزجتهم وحين يتخلصون منه لا يمكنه ان يصدع رؤوسهم ناهيك عن تصديع حزبهم، ، في الحزب الجديد اماكن كثيرة لليسار لكن في الصفوف الخلفية، في الصفوف المخفية، ما وراء الفترينة.. لن يكرر الزواري وشاهده غلطة النداء الذي فتح المجال امام اليسار للقيام بعملية إنزال مكثفة، أدخلت الحزب في احتراب داخلي حين شرع الشق اليساري في تنفيذ عملية انقلاب فشلت لكنها مزقت..
يبدو ان المكينة قررت ان تخرج بالمهندس الى العلن، فبعد عملية ابتعاده عن الأضواء طوال أشغال البناء والاستقطاب والانتداب، أطل عبد الرحيم الزواري من باريس، اختار مهندس “تحيا تونس” ان يكون الظهور خارجيا اوروبيا فرنسيا باريسيا! هناك اعلن الزواري عن نفسه وتبين ان مهندس تجمع 1988 هو نفسه مهندس “تحيا التجمع” طبعة 2019..
من هو مهندس حزب "تحيا التجمع" ؟؟

نصر الدين السويلمي