تدوينات تونسية
تبييض الأموال.. ماعون الخدمة
عزيز كداشي
وضع الاتحاد الاوروبي نظام صارم ضد تبييض الاموال وهي عندهم من الجرائم التي لا تغتفر ولا تهاون معها لذلك يرفض رفضا قطعيا أن يدخل نظامها المالي المال القذر الغير شرعي ومجهول المصادر من أي دولة تتعامل معها لأنه بكل بساطة المصدر الاول والاساسي لٱرتفاع الجريمة المنظمة وتفشي الارهاب…
لكن نحن يا حبيبي… هذا ماعون الخدمة وأصل المعاملات
- ويمكن لمرشح الرئاسة ان يقبض مئات الملايين او ان يتسلم سيارات مصفحة من دول اجنبية دون خجل…
- ويمكن لنائب بمجلس النواب ان يصبح من اصحاب العقارات والمنقولات الثمينة بعد ان كان عاطلا عن العمل او مجرد موظف عمومي لكنه رغم ذلك يشرع القوانين بكل راحة…
- ويمكن لأي رجل اعمال ان يدخل أدوية أو أغذية أو سلع منتهية الصلوحية ولا تتطابق والمواصفات دون حساب أو عقاب…
- ويمكن لصاحب مؤسسة اعلامية وشركة انتاج يعلم الجميع انها من اموال الطرابلسية الغير مشروع ان تصبح منبرا ومنصة لمحللين وخبراء وصحفيين على نفس الشاكلة يحاضرون في مكافحة الفساد والرشوة واصلاح الاقتصاد وهيكلته…
- ويمكن لجمعية أن تأخذ صفة النقابة الامنية أو مركز بحوث ودراسات دولي أو منتدى للتنمية والاستثمار أو للحوكمة أو لمكافحة الارهاب لا يعلم احد مصادر تمويلها والمشرفون عليها معزولين من الوظيفة ومن اصحاب الشبهات والسوابق العدلية ومحل مراقبة وتتبع قضائي…
- ويمكن الفوز بحقيبة وزارية او مستشارا لمن هو محل تتبع قضائي لدى القضاء بتهم فساد وجرائم مالية فقط تكفيه صفة “متاعنا”… و و و…
المهم ان يبقى الارهاب في الاذهان فقط ذلك الذي يتستر في الجبال ويقوده اصحاب اللحي والقمصان وهذا طبعا لا ينطلي على الاوروبيين…