Site icon تدوينات

ما الذي يخيف إعلامنا من المدارس القرآنية ؟

ماهر الطرابلسي

ماهر الطرابلسي

ماهر الطرابلسي

اليوم، وكغيري من التونسيين والتونسيات، أجد نفسي مدفوعا إلى التحدث في التعليم والتعلم والمدارس القرآنية وجدواها.
ما الذي يخيف إعلامنا من المدارس القرآنية ؟
هل نوعية هذه المدارس مخيفة أم هل أن القرآن يخيفهم؟
هل في حفظ القرآن ضرر؟
هل يمنع حفظ القرآن من الإبداع في مجالات الحياة؟

المدارس القرآنية

كشخص متخصص في التعليم الدولي، حظيت بفرصة الاطلاع عن قرب على تجارب تعليمية عديدة في عدد من دول العالم. عملت مع فرق من أكثر من 80 دولة وعشرات الديانات المختلفة. لم أرى خوفا من التعليم القرآني كالذي رأيته في تونس. وصل إعلامنا مرحلة الهوس و التضليل…

دعونا ندرس إحصائية مهمة: في تونس، تلفظ المدارس الحكومية حوالي 100,000 طالب دون سن 16 سنويا. أين يذهب هؤلاء؟؟
أقل من 20% يتوجهون نحو مدارس التكوين المهني.
تقريبا 20% يدخلون ميدان العمل عبر وظائف شاقة ولا تحترم خصوصيات الطفل واحتياجاته.
1% يتوجهون نحو المدارس القرآنية.
والباقي يضيع وسط المجتمع التونسي ومنهم من ينحرف.
عندما تسمع إعلامنا، تتصور أن 70% من هؤلاء المنقطعين عن الدراسة بالمدارس القرآنية… لماذا؟
أثق في عقولكم للإجابة…
إذا وجدت تجاوزات داخل مدرسة واحدة، فلا يمكن التعامل معها كمبدأ وإلا سوف نغلق المدارس والجامعات والمبيتات والمستشفيات والإدارات ومحطات النقل والملاعب لمجرد تسجيل مخالفة من شخص فيها.
نرجع إلى تعليمنا، حضرت جلسة عمل من ثلاث سنوات مع PISA وهي هيئة دولية لتقييم التعليم حسب التحصيل الطلابي، وكان مستوى التلميذ التونسي كارثيا. التلميذ التونسي يقبع في قاع الترتيب في الرياضيات والقراءة والعلوم. التعليم التونسي فاشل في إخراج تلميذ تنافسي يمتلك ما يكفي من العلم لينفع مجتمعه.

في شهر فيفري من سنة 2011، أقنعت مدرسة أمريكية بدولة الكويت لتوظيف معلمين إبتدائي للغة الإنجليزية من تونس وتحولت على رأس لجنة التوظيف إلى الوكالة التونسية للتعاون الفني. تمت مقابلة 127 أستاذ لغة إنجليزية من حديثي التخرج وأصحاب الخبرة ولم يتجاوز واحد منهم المقابلة أمام ذهول لجنة التوظيف.
هل سمعتم يوما إعلامنا يهاجم هيمنة اللغة الفرنسية على تعليمنا؟؟؟ هل سمعتم يوما إعلامنا يهاجم نوعية تعليمنا ومخرجاته؟
نحتاج إلى إصلاح عميق من الروضة إلى الجامعة. ما يحصل هو استهداف لأهم مؤشر على صحوة المجتمع ألا وهو التعليم. ولكن قبل أن تتمكن من إصلاح تعليمنا، علينا البدء بأنفسنا…
الحل عندنا هو التخطيط الإستراتيجي والإصلاح العميق…
الحل عندهم إغلاق المدارس القرآنية…
#تعليم يرفض التعلم

Exit mobile version