زمن أغبر
ليلى حاج عمر
بعد مشاهدتي لوثائقي فرنسي عرض على M6 حول عالم المثليين في تونس وعاينت حماية الدولة لحقوقهم ممّن يهدّدونهم وإقامتهم لحفلات فخمة في أحد النزل في قلب العاصمة تساءلت عن هذه الدولة التي تخصّص كلّ هذه الرقابة والرفاهية لهؤلاء ولا تقدر على توفير رفاهية ورقابة لأطفال يرغب أولياؤهم في تعليمهم تعليما دينيّا.
المدارس الدينية موجودة في كلّ العالم (اقرؤوا تجارب النورفيج خاصّة حيث التعليم محافظ في سنواته الأولى سعيا إلى ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في الطفل) وهي منتشرة في أمريكا انتشارا كبيرا، ولكنّها مراقبة من الدّولة التي تضع البرامج وتتولّى التّأطير.
الدولة المدنية مثلما تراعي مشاعر المثليين وتحميهم من الاعتداء (في الوثائفي يتحدّث أحدهم عن التهديدات التي تصله ويتمّ تضخيم الأمر من قبل معدّ البرنامج الذّي يمرّر مشاهد صادمة ومسيئة للذّوق العام) فإنّ عليها أوّلا (أجل أوّلا فالمثليون كبار قادرون على جماية أنفسهم أمّا الأطفال فكائنات ضعيفة هشّة) أن تحمي حقوق الأطفال وألّا تجعلهم عرضة لأيّ ابتزاز أو خطر مهما كان مأتاه وأن تضع برامج لتدريس القرآن في فضاءات محترمة ويشرف عليها مختصّون يتمّ التثبّت من حسن تكوينهم نفسيّا وعقليّا وأخلاقيا.
ها قد بلغنا زمنا صرنا فيه نطالب بأن يكون للأطفال نفس رعاية المثليين. زمن أغبر.