حمّه الهمّامي.. يدعو إلى إسقاط الحكومة

نور الدين الغيلوفي
أحبّ أن أفهم.
من يتّهم غيرَه بالفشل ويدّعي أنّه يملك مفاتيح النجاح ينبغي أن يكون لديه رؤية واضحة ونظر بعيد وقدرة على التشخيص والتحليل والتفكيك والتأويل وأن تكون له وصفة للعلاج.. وقتها يمكنه أن يكون، بحقٍّ، بديلًا.. ووقتها يمكن أن يقتنع به العقلاء مهما كانت أفكاره.. فنحن لا نطلب غير سياسيين مقتدرين يحسنون التفكير ويتقنون التعبير عن أفكارهم ويستطيعون تحقيق ما ينفع الناس في معاشهم…
سمعت السيد حمّه الهمّامي في حديث مطوَّل.. الرجل يدعو إلى إسقاط الحكومة وتكوين حكومة جديدة نستعدّ بها للاستحقاق الانتخابيّ المرتقب هذه السنة 2019… ذلك من حقّه.. ولو استطاع إسقاط الحكومة بالشارع فله ذلك.. المهم أن نجد حلّا لأوضاع البلاد بعيدا عن الفشل الذي لا يتوقّف عن التذكير به..
ولكن..
هل يملك الرجل فعلا أفكارا واضحة؟ هل يحسن التعبير عنها؟
انظروا.. واحكموا…
سأله الإعلاميّ:
– تكوين حكومة جديدة يحتاج تصويتا من حركة النهضة.. لا بدّ أن تصوّت عليها حركة النهضة حتّى تمرّ..
ارتبك الرجل فخرج منه صوت (هه).. ثمّ أخذ في الإجابة:
– راهي الشكل كيفاش والآليّة هذيّة نشوفوها بعّد!.. فرض!.. تعبئة للشارع!… ثم هرب إلى التذكير بكلام كان تكلّمه يتعلّق بأزمات البلاد.. وأعاد ذكرها والتوسّع فيه…
الرجل يريد إسقاط الحكومة وتكوين حكومة أخرى لا أظنّ أنّ لها صلة بحركة النهضة من قريب ولا من بعيد.. وهذا منطوق خطابه.. فليكن…
ولكنّه لا يريد أن يمرّ عبر البرلمان للتصويت عليها ولا يدري ما الآلية التي تمرَّر بها.. والفرض والتعبئة إذا صلحا لإسقاط الحكومة الأولى كيف لهما أن يمرّا إلى المصادقة على الحكومة الثانية؟
عبث في السياسة
عبث بالسياسة