حملة نابليون والمدارس القرآنية
أحمد الغيلوفي
نحن أمة لا تتعظ وليس لنا أية رؤية مستقبلية ولا أي مشروع. قبل حملة نابليون 1798 على مصر كان المسلمون يغطون في نومهم العميق: كانوا يقرؤون القرآن ويظنون أنهم بذلك أقوى من الآخرين.
كانوا يظنون أن فيه كل شئ. كانوا يجهلون “الآخر” في الضفة الأخرى من المتوسط. هذا “الكافر” كان قد قطع أشواطا في مجال العلم: عصر النهضة ثم الأنوار ثم الحداثة. ثم فجأة حاصرتهم بوارج نابليون: مدفعية ثقيلة وجيش نظامي وبنادق وبارود. إنهار المماليك أمام آلة القتل الحديثة بسرعة قياسية: لا يمكن أن تواجه المدفعية بالرماح والسهام. يصف لنا الجبرتي في الجزء الثالث من “عجائب الآثار” إنبهار المسلم أمام العلم الحديث: “ومن أغرب ما رأيته أنهم يخلطون بعض المياه في زجاحة فيخرج منها دخان كثيف ملون ثم يجف فيتحول إلى حجر أصفر.. أو يأخذون غبارا أبيضا ويضعونه على السندان ويضربونه بمطرقة فيخرج له صوت هائل انزعجنا منه فضحكوا منا”.
حملة نابليون كشفت للآخر حجم التخلف الذي تعاني منه “خير أمة” وبعدها بـ 5 سنوات ستنطلق عملية الإستعمار. قد يُجادل البعض فيقول ولكن نابليون هُزم في عكّا. صحيح ولكن هزمه الأسطول الروسي والإنقليزي اللذان مدّا الجزار (حاكم عكا) بالسلاح الحديث وذلك أحد أسباب العداء التاريخي بين الفرنسيين والروس.
أن نُرسل الأطفال ليتعلموا القرآن فقط في القرن الواحد والعشرين هو أن نُعِد أنفسنا لاستعمار مباشر جديد. أمة تدّروش في عالم القنابل النووية والحروب الالكترونية. (هاني وليت نحكيلكم في التواريخ كيف العزايز).