ما يؤرّق من عملية الرڤاب
رشدي بوعزيز
ما كان لمسألة المدرسة القرآنية بالرڤاب أن تُحدث كل هذا الضجيج لولا غياب الموضوعية على تقرير حمزة البلومي والتعاطي الأمني القياسي و”العنيف” مع الطلاب، خاصة والأمر يتعلق بمدرسة متواجدة ومعروفة منذ سنين، ولا أظن وأن الأجهزة الأمنية والسلط المحلية غافلة عمّا يقع بها، وهي التي تقع في منطقة جغرافية “ساخنة”!!!
ما يؤرّقني حقيقة هو :
1. تواصل الحساسية المفرطة لدى بعض الوسائل الإعلامية والأجهزة الأمنية والمواطنين في التعامل مع كل مسألة تُشتمّ منها “رائحة الدين”، وهذا لن يزيد إلا في تأجيج الفرقة والتجاذب داخل المجتمع.
2. العنف المفرط، إذا ما ثبت ممارسته على أطفال المدرسة القرآنية، لن يؤدي إلا إلى عنف مضادّ أقوى، وسيكون أهم دافع لتشددهم ودوعشتهم مستقبلا لا قدر الله، ولا بد وأن نتعظ من تجارب الماضي القريب والبعيد ولا نكرر أخطاءه.
3. أشدّ على أيدي القائمين على هذه المدرسة الذين تخرج عل أيديهم عديد حفظة كتاب الله، ولكن شرط تربيتهم على قيم الإسلام الزيتوني المستنير وتعليمهم العلوم الأخرى لأنها مهمة جدا في تكوينهم وفي تعاملهم مع المجتمع.
4. عديد الذين ينادون ويمجّدون الإسلام الزيتوني في المنابر الإعلامية يحاربونه بشراسة غير عادية على أرض الواقع ويدفعون بقوة “ثقافة سامي الفهري”، في حين وأن نشر قيمه السمحة مسألة جوهرية في تماسك وتطور المجتمع.
5. أرجو ألا يمثل هذا التحقيق حلقة أولى من سلسلة أحداث ستشهدها البلاد قبل الإنتخابات تذكرنا بفيلم برسيبوليس وأحداث العبدلية، للذكر لا للحصر، تدخلنا في دوّامات لا يعلم عواقبها إلا الله.