التنمية بتطاوين (1) هل من مخرج من عنق الزجاجة ؟؟؟
صالح التقاز
جهة تطاوين، عروس الصحراء المتربعة على عرش جنوبنا الشرقي المقاوم هي من أغنى الجهات موارد بشرية وطبيعية ولكنها للأسف من أفقرها استثمارا وأسوئها تشغيلا وتشغيلية.
معضلة وجودية بأتم معاني الكلمة الفلسفية والسوسيولوجيّة والنفسية والمنطقية.
تزخر جهة تطاوين بموارد طبيعية من أهم ما تضمه أرض تونس في أحشائها وهي آهلة بمجتمع شبابي له من القدرات والإمكانيات والكفاءة ما يؤهله للعب دور فعال في تنمية مستدامة بالجهة.
ولكن للأسف فإن الجهة، رغم هذه الموارد تحتل أسفل الترتيب في سلم المؤشرات الاقتصادية والتنموية والبشرية.
تقع تطاوين في عمق الجنوب الشرقي تحدّها الجزائر غربا وليبيا جنوبا وهي تمتد على مساحة تقارب 39 ألف كلم مربع تمثل ربع البلاد التونسية.
أما ديمغرافيا فإن عدد سكانها يبلغ قرابة 150 ألف نسمة نسبة الفئة العمرية 20 سنة فما فوق تفوق 46 في المائة.
إنه رأس مال بشري وطبيعي ومعنوي يرشح هذه الجهة لأن تحتل صدارة الجهات المنتجة للثروة والتنمية المستدامة وأن تساهم بدرجة عالية في رفع الناتج المحلي الإجمالي للوطن.
تمتلك جهة تطاوين ثروات طبيعية متعددة من مياه وطاقة (البترول والغاز) ومواد إنشائية كالجبس والرخام والطين والرمال السيليسية والأملاح الطبيعية فضلا عن المخزون الحضاري والثقافي والطبيعي الفريد من نوعه على امتداد الوطن والأقطار المجاورة.
أما على المستوى البشري فإن الجهة غنية بمجتمع نشيط تبلغ نسبته قرابة 55 في المائة من عدد السكان ويتكون من نسبة مرتفعة من حاملي الشهادات العليا والتكوين المدرسي والمهني قادر على اكتساب الخبرات الضرورية لأي مشروع استثماري.
إمكانيات وفيرة فهل وقع استغلالها وهل وقع الإنتفاع بها ؟
يتبع