بلقاسم النعيمي
عندما يتعلق الأمر بجمعية كرة قدم تجد محبيها ومتتبعيها ومشجعيها من مختلف الشرائح والأفكار والإديولوجيات والأعمار ومن الجنسين، تجد القاضي والبناء والحداد والطبيب والأستاذ والنجار، أولاد، ينات، كهول، سيدات، آنسات، إسلامي، يساري، قومي…
ما السر في هذا الحب النقي الصافي الخالي من الحسابات والإفتراضات مع العلم أنه حب من جانب واحد وفيه إستغلال فاحش لطرف بعينه وهو المحب (جهده وصحته ووقته وماله)؟. مالسر في هذا العطاء اللامحدود؟ وبدون مقابل ولكم عديد الأمثلة (جمع تبرعات للجمعية – إشتراكات – خطوط هاتف – يانصيب…). مالفائدة حين تتربع جمعية ما على صدارة الترتيب أو تتحصل على بطولة أو كأس…
الأكيد لا شيء فالرابح الأول والأخير هو المستثمر في الجمعية (الجمعيات المحترفة) واللاعبون (أجور خيالية…).
لما نسحب هذا المثال على الوطن تنقلب الآية رأسا على عقب “نفسي نفسي” و “روحي روحي لا ترحم من مات”.
كل القطاعات بل كل فرد يغلب مصلحته الشخصية على المصلحة العامة مع أن تغليب المصلحة العامة فيها فائدة للمصلحة الشخصية ولو بعد حين.
لما كل هذه الأنانية وتغليب المصلحة الذاتية حين يتعلق الأمر بما يسمى “وطن”.
أبلغت بنا المهانة أن نحب جمعية رياضية ولا نحب وطنا؟!..
أبلغت بنا الوضاعة أن يجمعنا حب جمعية رياضية ولا يجمعنا حب وطن؟!..
أبلغت بنا الحقارة أن تبح أصوتنا وتقطع حبالنا الصوتية صياحا وتشجيعا لفريق رياضي ونقابله بالإستهتار واللامبالاة حين يتعلق الأمر بوطن؟!.
أليس بننا مشترك نعمل لأجله؟؟؟
أيها الإسلامي لديك يساريون أبناء عمومة..
أيها القومي لديك إسلاميون أبناء عمومة..
أيها اليساري لديك قوميون أبناء عمومة..
••
أيها… أيها… أيها… كلكم لتونس فلا تجعلوا تونس تكون لغيركم من أجل المشترك الذي بيننا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.