شكري بن عيسى
واضح أن وزير التربية تعمّد إفشال جلسة التفاوض ليلصق الأمر فيما بعد بالنقابة.. طبعا إن النقابة في حد ذاتها ليست بلا خلفية تكتيكية للمناورة.. ولكن كلام الوزير فضح غاياته ومراميه بفرض إنطلاق التفاوض بحزمة من 6 مطالب.. أكد أن غلافها المالي يفوق 60 مليون دينار.. وواضح قصد الوزير في إغراق التفاوض في تفاصيل للانحراف بالقضية الكبرى..
المنحة الخصوصية والتقاعد المبكر ووضعية المؤسسات التربوية (قرابة 500 مليون دينار).. وطبعا كان واضحا أمام النقابة التعمد في تعويم المطالب الرئيسية.. ما جعلها ترفض الأمر وكان مضمرا من الوزير معرفته الردود الانفعالية للنقابة.. للانتقال بالتصريح واتهام اليعقوبي بشتى النعوت.. واللعب فيما بعد على استثارة التونسيين لكسب تأييد قد يدعمه ليغالب به النقابة.. والحقيقة أن الوزير بذلك تصرف تصرفا بدائيا يفتقد لكل مسؤولية.. بالمناورة والإبتزاز في قضية مصيرية تهم مستقبل الأجيال القادمة.. لكن اليعقوبي أيضا كان غير مدرك لدهاء وخبث الوزير وما كان عليه أن يمنحه فرصة إلصاق الفشل بالطرف النقابي.. القوة التفاوضية تفترض وجود رأس من حديد وتغيير الخاصية الشخصية.. فعندما يلعب الخصم على انفعالك وحدتك يجب أن تباغته ببرودة دمك وطول نفسك.. فالمعارك تحسم في أغلبها بطول النفس عند المواجهة وليس استثمار القوة المادية المملوكة..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.