نَقابِيٌّ أهَانتْه السِّيَاسَةُ

المنجي السعيدي
إنّ تجْرِبة النّقابٍي “Lech walesa” الذِي سطَعَ نجْمه في بُولونْيَا (1981 ـ 1990) والذِي استطَاع أن يجْلِب كلّ أضواء العالم نحْوه خِلال نضالاته النّقابيّة صُلْب منظّمة “solidarité”، حرِيّة بالإهتمام والدّرْس، ولا أقصِدُ فترة العطاء النّقابِي، فلنا أمثِلة كثِيرة على مناضلِين نقابِيِّين فِي تونِس أو فِي العالم، بل أعْنِي الفترة التِي تلتْ المجْد العتِيد والتّألّق الكبِير والنّجومِيّة السّاطِعة وهْي الفِتْرة الأهمّ خاصّة لمنْ يضعون قدَمًا هنا وقدَمًا هناك.
فقدْ حُشِرت منظّمةُ “تضامن” بفِعل غُرورِها (1،5 مليون منخرط) -وقدْ يكون الأمر بفعْلِ أعدائها- فِي عالم السّياسة وأحرز زعِيمها على غالبيّة الأصوات في رئاسيّات سنة 1990 (35%) ليجِدَ بعد خمسِ سنوات فقط أنّ الهُيَام النّقابِي لمْ يكُنْ كَافِيًا ليحقّق المطَالِب التِي رفعت منظّمة “تضامن” سقْفَها إلى درجة الحُلْم الذِي لا يمكن تلبيةُ ولوْ جزْءٍ منْه. ولذلك فقد الزّعِيم “Lech Wałęsa” برِيقَه ولم يكُنْ حظّه من الأصْواتِ فِي الانْتخابات الرِّئاسيّة الموالية 1995 غيْر 1% (وهو الحجم الذِي أصبحتْ عليْه منظّمتُه العتِيدة). فانسحب من الحياة السّياسيّة ولم يشْفعْ له نِضاله النّقابي فِي شيْء، وعاد إلى حجْمِه كمواطِنٍ عادِيٍّ أهانتْه السّياسة بعْد أنْ تخلّى عنْ وفَائه لمبادِئ العمل النّقابي المسْتقِل والذي يجمع القطاعات ولا يفرّقُها في هيجَانٍ طفُولِيٍّ غيْر مدْروس العواقِبِ.
(طبرقة)

Exit mobile version