تدوينات تونسية

"تحيا تونس" وحيلة البوبريص

أحمد الغيلوفي
البوبريص في لهجة الجنوبيين هو “الوزغة”. هذا الكائن له ميزة عجيبة: إذا تعرّض لهجوم من شخص أو أي مُفترس وأحس بخطر يهدد حياته فإنه يُضحّي بذيله أو أحد أطرافه حتى ينشغل بها المُهاجمُ ويستطيع هو الإفلات.
ولانّي لم أكن أطيقهُ مُطلقا في صبايا كنتُ أهاجمه دوما بـ “ايد سبركة”، غير أنني، ودون أن أمسّهُ، كنتُ أجد ذيله واقعا على الأرض ويتحرّكُ بعصبية. لم أكن أفهمُ هذه الظاهرة البيولوجية وكنتُ أندهش لها إلى أن شاهدتُ تفسيرا لذلك على قناة “الجغرافيا الطبيعية”: دماغ “البوبريص” يحتفظ بالخريطة الجينية، فإذا نقُص عضوُُ فانه يُصدرُ “مطلبا” للـ “système génétique” فيقوم هذا الأخير بإفراز خلايا تصنعُ من جديد نفس العضو المفقود خلال أسبوع، ويعود البوبريص بوبريصا كامل الأوصاف.لا يمكن القضاء على “بوبريص” إلا إذا فصلت رأسه عن العمود الفقري.
عندما هُدِّد بوبريص التجمع في 2011 تخلص من ذيله وعاد لنا في 2014 بذيل جديد وقال لنا: “بحيث، أنا لست التجمع”. إفتضح أمره وفاحت روائحه الكريهة وخشي على نفسه في 2019 وها هو يتخلص من ذيله العجوز ويمتشق ذيلا جديدا ويقول لنا “تحيا تونس، أنا لست النداء”. مازال في تونس ما يُسرق ومازال فيها مُتٌسعا من الحيل والأغبياء. حين ينتهي الأغبياء ينقرض البوبريص. وأمر الله يقضيه الله.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock