نقد الاتّحاد أم معاداة السامية ؟
نور الدين الغيلوفي
تقرأ تدوينات لبعض القيادات النقابية المولعين بالتصنيفات الإيديولوجية الحمقاء والتفسيرات الكهنوتية الخرقاء:
كلّ من ينقد أداء الاتّحاد فهو نهضويّ النسب ضرورةً..
كأنّ الاتّحاد ضدّ النهضة..
وكأنّ الانتساب إلى النهضة يعني عداوة للنشاط النقابي ولمنظّمة حشّاد..
وكأنّ حشّادا، جدَّ هؤلاء، ترك وصيّة بأنّ المنظّمة محرّمة على كلّ نهضويّ…
هذا خطاب فاشيّ يعني أنّ الاتّحاد خير مطلَق قياداته معصومة وأنّ النهضة شرّ محض قياداتها متَّهَمة… والشرّ بطبيعته ممحَّض لعداوة الخير…
هي ثقافة مستلهَمة من شعار معاداة السامية الذي كان منذ الحرب العالمية الثانية سيفا مسلّطا على رقبة كلّ من ينتقد الممارسات الصهيونية ضدّ الشعب الفلسطينيّ المظلوم…
ولمّا كان لا بدّ لهؤلاء من هولوكوست فقد اخترعوا الجهاز السريّ ليحملوا عليه أعباء الشرّ المنتشر قبل الثورة وبعدها.. وحمّلوا النهضة مسؤولية الاغتيالات سياسيًّا وجزائيًّا.. وصار الجهاز السرّي جملة قارّة في بيانات الاتّحاد المستقلّ وبندا ثابتا لا يجوز نسيانه.. وما لا تستطيعه هيئة الدفاع عن الشهيدين يتولّى أمره الاتّحاد.. “آش عنده ما يعمل؟”…
بمثل هذا الخطاب وما يستتبعه من سلوك يأخذ هؤلاء الحمقى المنظّمة الوطنيّة العتيدة إلى الهاوية كما فعل المخلوع وتوابعه بالبلاد.
عيب…
الاتّحاد ليس بقرة مقدّسة ولا محرابا يؤمّه الأنبياء المعصومون.. هو مؤسّسة بشريّة يجوز عليها الخطأ كما يُحسب لها الصواب… وقياداته من جمهور التونسيين لهم حساباتهم.. ومن حقّ كلّ الناس انتقاد الأخطاء كما يحقّ لهم تثمين الصواب…
تلك هي الحرية..
والحرية من ثمار ثورة الشعب التونسيّ..
والشعب التونسي أكبر من المنظّمات والأحزاب ومن غيرهما…
ألم يصرخ فرحات حشّاد “أحبّك يا شعب”؟
أليس حشّاد هو من علّم هؤلاء حبّ الشعب؟