على هامش تحركات التلاميذ: تونس المستقبل،، تتشكل اليوم
الطيب الجوادي
وصلت إلى الكولاج الساعة التاسعة صباحا، فإذا التلاميذ في هرج ومرج، يتصايحون ويصفرون وينطون هنا وهناك ويرفعون بعض الشعارات، اتجهت إلى قاعتي في الطابق الثاني، وضعت محفظتي فوق مكتبي، وخرجت أمام الباب، واستندت إلى الحاجز أراقب التلاميذ،
جاء البعض منهم وجلسوا في مقاعدهم وأخرجوا كتبهم وكراساتهم، غير مكترثين بالحركة الاحتجاجية، وجاء البعض الآخر يشرح لي مبررات تحركاتهم وطلبوا مني ألا أسجلهم ضمن الغائبين ليستمرّوا في مساندة زملائهم المحتجين، فأعلمتهم أن للنضال ثمنا ولا يصح أن يتفاوضوا معي سرّا من أجل تجنب نتائج اختياراتهم، إذا يجب عليهم تحمّل مسؤولية كل قرار يتخذونه، بعض التلاميذ ممن فضلوا حضور الدرس همسوا لي أنه بإمكانهم مدّي بقائمة المحرّضين والمشاغبين لأسلّمها للادارة، فنهرتهم وعبرت عن امتعاضي من هذا السلوك غير السويّ،،، قليلون جدا لم يحضروا الدرس وأصرّوا على خوض نضالاتهم حتى النهاية بقطع النظر عمّا سيحصل لهم،،،
صورة طبق الأصل لما يحصل في مجتمعنا