Site icon تدوينات

أوقفوهم قبل أن تنعق الغُربان

عايدة بن كريّم

عايدة بن كريّم

عايدة بن كريّم
الشعارات التي ترفعها الجبهة الشعبية ممتازة وتعكس حسّ ثوري وعُمق اجتماعي وكلّ شيء يطالبون به معقول. ومن حقهم يراكموا “فعل” نضالي يدخلوا به سوق الإنتخابات. لكن هذا يكون في سياقات أخرى غير سياقات التحولات التي تعيشها تونس بعد لحظة انهيار أعمدة النظام الدكتاتوري… لو كنّا في سياقات الدكتاتورية لكنّا خلفكم في الشارع نُطالب بالحرية والكرامة، وكنّا قدّامكم موش خلفكم لمّا كانت الكلمة تعني الموت، لكن نحن في سياقات تحول ديمقراطي والوضع لا يحتمل وكلّ تصعيد ما ينجّم كان تكون نتائجه ثقيلة وموجعة على حاضر تونس ومُستقبلها… ونحن تجاوزنا مرحلة الهدم وانتقلنا إلى مرحلة البناء. والإختلاف اليوم حول شكل البنية ومواردها.
كلام اليعقوبي عقلاني وممتاز وفيه برشة وطنية وهو مُدافع شرس على منظوريه منذ عهد بن علي وممكن نصفّق له لو كنّا في سياقات دولة مؤسساتها مُستقرّة وديمقراطيتها مُكتملة وإقتصادها موش منهار… البلاد في طور وضع الأسس.
هذه ليست دعوة للقبول بما تُقدّمه الحكومة ولا للإستسلام للأمر الواقع ولا للتفريط فيما توفّره المطالبة والإحتجاج من أدوات ضغط للتصحيح والتصويب.
إنها دعوة إلى التعقّل والنظر إلى الأمور من زاوية اللاّسياسة.
إنها دعوة لتقديم تنازلات من هذا الطرف أو ذاك من أجل أولادنا الذين كُسرت مقاذفهم وقصّبت أجنحتهم وتشوّش فهمهم للأشياء… وهذا القلق سيترك عاهات مُستدامة في تصوراتهم وتمثلاتهم للأشياء.
إنها صيحة فزع لأنّ القلق الذي أصاب أولادنا ستكون نتائجه وخيمة ليس على الإنتخابات ولا على وضعية السايسيين والأحزاب وإنّما على المُجتمع التونسي الذي ضُرب في مقتل (المدرسة بوصفها ماكينة تُنتج القيم).
وبما أنّ الجميع مصحّح رأسه وعامل ما غناني… على حركة النهضة بصفتها حزب الأغلبية وأكثر قوّة وازنة في المشهد السياسي أن تتحمّل المسؤولية التاريخية والأخلاقية وتتدخّل بأي شكل من الأشكال لفضّ النزاع… هي فرصة لنُبرهن أنّ محبة تونس موش كلام.
•••
الجبهة الشعبية بوطدها وقومييها وبوكتها والنداء بشقيه متاع الباتيندا ومتاع الشاهد… شعارهم تونس تخلى باش يغرسوا فيها نخلة.

Exit mobile version