شكري الجلاصي
هي تلك التي تحقق نسبة نموّ برقمين* في حين لا يتجاوز نمو الاقتصاد الوطني 2,6%،
حاجة فوق الخيال ! ناتج البنوك التونسية العشرة الأوائل ناهز الـ 4000 مليار،
والأرباح بعد طرح الضرائب ستتجاوز الـ 35% من هذا الناتج،
تقريب هذي قمة الريع في أي إقتصاد منظّم ولا يكاد ينافس ذلك إِلَّا البترول والغاز،
هاته الأموال يفترض أنها ستستثمر لتمويل الإقتصاد، تمويل الصناعة والفلاحة وخاصة المشاريع الصغرى والمتوسطة لخلق مواطن الشغل ودفع النمو الإقتصادي وخلق الثروة الوطنية، ولكنها ستتراكم في يد بارونات الريع.
خصوصية هاته البنوك الريعية أنها عندما تموّل فهي إمّا تقرض الدولة بنسب فائدة عالية وتغنم من وراء ذلك أموال طائلة أو تموّل بالدرجة الأولى شركات العائلات الريعية الذين يمتلكون كبرى الحصص في هاته البنوك (زيتنا في دقيقنا).
إقتصادنا إقتصاد مغلق “verrouillé” يجعل الثروة تتراكم وتدور بين مجموعة من العائلات بدون منافسة ولا خلق ولا إبداع ولا ثروة وطنية ولا تنمية ولا عدالة ! لا بدّ من كسر هذا الـ “verrouillage” !
(*للمقارنة نسبة نمو البنوك الفرنسية حوالي 1,5% وبعضها شهد تراجع، الأرباح في حدود 15% من الناتج).