الغموض: الاستثمار في الخوف وغواية الأشباح

محمد المولدي الداودي
(مصطفى خذر نموذجا).
٠ على نحو من أفلام الجوسسة التي غزت قاعات السينما زمن الحرب الباردة تصنع الآن شخصية مصطفى خذر.. شخصية جمعت في ملامحها كل مقومات الشخصية الدرامية..
الخلفية العسكرية والتاريخ الخفي أضفى جاذبية كبرى على الشخصية وأكسبها قيمة درامية تتناسب مع الدور القائم على الجمع بين العنصر المخابراتي (بنية الاختراق) والعنصر الامني (الاغتيالات وتجميع المعطيات..).
الغموض الذي أحاط بالشخصية ضروري لتعميق عناصر التشويق وتكثيف أبعاد العجائبية وتوسعة فضاءات الانتظار والميل على اتباع تقنية التضمين والتشبيك الحكائي (الجمع بين حكايات متباعدة) كما تضفي العبارات ذات المدلول الخرافي تشكيلها خارقا للفضاء الدرامي والأحداث (جهاز سري وغرفة سوداء)..
الشر المطلق بنية حكائية خرافية وكذلك البطولة الساحرة في بناء ثنائية الصراع الداعمة للفعل الدرامي وتناميه واستدعاء قوى الخير لمواجهة قوى الشر جزء أصيل من مشهدية الصراع والدفع بالفعل البطولي إلى خاتمة الانتصار والتخلص من “العدو”.
مصطفى خذر شخصية درامية في واقع تونسي مملوء انتظارات وفي وجدان تونسي مفتوح للمفاجآت..
ثمن الفرجة قد يكون وطنا والمنتصرون حتما هم من كتبوا السيناريو وليس من مثلوه..
الفيلم سيكون طويلا والمخرج لن يكون قادرا على إنهائه..
المشاهدون مختلفون كل الاختلاف حول قيمة الخير وقيمة الشر..
أيها الشعب التونسي مشاهدة طيبة.

Exit mobile version